أكبر عمليات تداول عملات على الإطلاق

يُعتبر سوق العملات كبيراً جداً، وأي تقلب صغير في سعر العملات يمكن أن يولد فرص تداول ومكاسب كبيرة. نحن نعلم أنه باستخدام الرافعة المالية، يمكنك إبرام صفقات كبيرة برأس مال صغير، ولكن هؤلاء المتداولين ذهبوا إلى أبعد الحدود، وخاطروا بشكل كبير للحصول على الثروة. هناك من يتداول بحذر ويسير مع التيار بالرغم من هذا يحقق الربح، وهناك من يراهن على السوق، ويربح! فيما يلي بعض من أكبر صفقات تداول العملات على الإطلاق


جورج سوروس والجنيه الاسترليني

جورج سوروس والجنيه الاسترليني

لا تكتمل قائمة الصفقات الكبيرة إلا إذا تضمنت اسم جورج سوروس، أحد أغنى المستثمرين في العالم والخبير في مجال التداول.  في الحقيقة، يرتبط به وبصندوق كوانتوم الشهير العديد من المتداولين الأكثر نجاحاً (كما هو الحال مع ستانلي دراكينميلر). أكسبه رهانه الأكثر شهرة في الجنيه الإسترليني في أوائل التسعينات بالإضافة إلى العديد من الصفقات الضخمة، لقب "الرجل الذي أفلس بنك إنجلترا". ولكن كيف حدث ذلك؟

أدرك سوروس بمهارة (وبشكل صحيح) مركز المملكة المتحدة غير المحبب في ألية أسعار الصرف الأوروبي "ERM" في الوقت الذي كانت تحاول فيه جاهدةً دعم الجنيه الإسترليني مقابل المارك الألماني، وبدأ بتكثيف المراكز القصيرة بشكل كبير على الأموال المقترضة للرهان على انخفاض الجنيه الإسترليني. إلا أن محاولاته للحفاظ على قيمة الجنيه الإسترليني وفقاً لآلية أسعار الصرف الأوروبي "ERM" جعلت بريطانيا تتعرض لارتفاع التضخم وقامت برفع معدلات الفائدة، ولكن لم يكن من الممكن أن يستمر هذا الوضع وقتاً طويلاً.

في النهاية، كما توقع سوروس، لم تستطع أسعار الصرف الثابتة للجنيه الإسترليني محاربة قوى السوق، وكانت الحكومة البريطانية ستواجه خسائر محتملة بمليارات الدولارات إذا استمرت في دعم الجنيه الإسترليني. وكانت النتيجة انسحاب المملكة المتحدة من نظام آلية أسعار الصرف الأوروبي "ERM" وانخفاض الجنيه الإسترليني مقابل المارك الألماني، مما أدى إلى تحقيق أرباح كبيرة بقيمة مليار دولار من مركز بقيمة 10 مليار دولار. في حين خسرت الخزينة البريطانية الكثير من الأموال في ذلك اليوم المشؤوم عام 1992، وقد مهد هذا الحدث الطريق لانتعاش أقوى.


ستانلي دراكينميلر والمارك الألماني

ستانلي دراكينميلر والمارك الألماني

لم يصنع ستانلي دراكينميلر اسماً لنفسه فحسب، بل أيضاً ثروة لصندوق كوانتروم التابعة لسوروس عندما راهن مرتين على المارك الألماني في السنوات المضطربة. وكانت المرة الأولى عندما خفّض السوق قيمة المارك الألماني بعد إعادة توحيد ألمانيا وصعوباتها المفترضة. توقع دراكينميلر ارتفاع قوي للعملة وقام بوضع مراكز شراء تصل إلى ملياري مارك ألماني، والتي كانت تساوي الملايين مع ارتفاع العملة كما هو متوقع.

وجاءت المرة الثانية عندما راهن مدير دراكينميلر جورج سوروس على الجنيه الإسترليني، والذي كان دراكينميلر بنفسه قد حدد نقاط ضعفه بالأصل. وكونه كان واثقاً من توقعاته لهذا الزوج، وضع دراكينميلر مرة أخرى مراكز شراء على المارك الألماني مفترضاً هبوط الجنيه الإسترليني. وقد حققت هذه الصفقة أرباحاً هائلة للصندوق.

 اقرأ المزيد عن قصة دراكينميلر وعن قصص نجاحات أخرى


أندي كريجر والدولار النيوزيلندي

أندي كريجر والدولار النيوزيلندي

لعل أندي كريجر هو الأقل شهرة في هذه القائمة والذي كان لديه واحداً من أكبر صفقات العملات على الإطلاق عندما استهدف الدولار النيوزيلندي بقوة عام 1987. وباعتباره متداول عملات في "Banker Trust" ويبلغ من العمر 32 عاماً، قام كريجر بتحليل العملات بعناية بعد حادثة الإثنين الأسود المشين، بحثاً عن العملات التي تم المبالغة في قيمتها واكتشاف الفرصة المناسبة للمضاربة.

اتخذ كريجر مركزاً قصيراً مقابل العملة النيوزيلندية تُقدّر بمئات الملايين. ومن خلال بعض الحسابات الأسطورية، تجاوزت أوامر البيع الخاصة به المعروض النقدي الكامل لنيوزيلندا في ذلك الوقت. أجبرت ضغوط البيع الهائلة وغياب العملة المتداولة على انخفاض حاد في الدولار النيوزيلندي، وبالتالي حققت شركة كريجر الملايين من هذه العملية. ربما ليس من المستغرب، ذهاب كريجر لاحقاً للعمل لصالح سوروس نفسه.


ماذا يمكن ان نتعلم من صفقات العملات الكبيرة؟

ما يجمع بين كل هذه القصص هو أن المستثمرين الأذكياء يقومون بتحليل السوق بجدية وتحديد النقاط الضعيفة مثل عملات وفوائض مبالغ فيها. وفي النهاية، أصبحت الأسواق والاقتصادات في وضع أفضل عندما جلب هؤلاء المستثمرون التوازن (وجني المال من هذه العملية) عن طريق إزالة أوجه عدم كفاءة التسعير من السوق. لا يوجد شيء اسمه حظ أو تخمين، كل صفقة، كبيرة كانت أم صغيرة، هي نتيجة عمل شاق ومهارة.


إذا كنت ترغب بالتداول مثل المستثمرين الكبار، قم بزيارة صفحة أكاديمية Equiti لمعرفة المزيد عن التداول أو افتح حساب تجريبي مجاني واختبر استراتيجيات مختلفة بمبلغ وهمي قدره 10,000 دولار.


نبذة عن المؤلف

The author is an expert in the field of multi-asset trading.