أسعار النفط تُحلق عند أعلى مستوياتها في 14 عامًا، ما هي الأسباب وراء الارتفاع، وما هي الظروف المحيطة و لماذا انخفضت سابقًا، وهل تعود للهبوط مجددًا؟

7 مارس 2022 01:08 م

ارتفعت أسعار النفط مع بداية تداولات الأسبوع لتُلامس أعلى مستوياتها منذ عام 2008، وجاء ذلك نتيجة لتأخير في العودة المحتملة للنفط الإيراني للأسواق العالمية، وفي ذات السياق قيام الولايات المتحدة والأوروبيين بدراسة حظر واردات النفط الروسي.

وارتفعت عقود خام برنت بحوالي 10% مع بداية تداولات اليوم لمستويات الـ 139 دولار للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس بحوالي 9.5% لمستويات الـ 130.50 دولار للبرميل، وبذلك يُحقق كلا الخامين أكبر مكاسب يومية منذ مايو 2020. وكان كلا الخامين قد حققا أعلى مستوياتهما على الإطلاق في يوليو 2008، حيث وصل خام برنت لـ 147.50 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس عند 147.27 دولار للبرميل.

وكان العامل الرئيسي الذي ساعد أسعار النفط على هذا الصعود القوي والذي ارتفع بأكثر من 55% منذ بداية عام 2022، هو الغزو الروسي لأوكرانيا وتصاعد التوترات التي لم تهدأ منذ بدايتها، حيث تُعد تُصدر روسيا نحو 7 ملايين برميل يوميًا من النفط والمنتجات المكررة أي ما يُعادل 7% من الإمدادات العالمية.

وفي الوقت الحالي، يوجد طلب قوي على النفط في الأسواق في ظل نقص في المعروض خاصًة بعد خروج الاقتصادات من حالات الإغلاق في أعقاب جائحة كورونا، ووسط توقعات بأن تصل مستويات الطلب لنفس المستويات ما قبل الجائحة خلال العام الحالي، وإذا تم قطع معظم الإمدادات الروسية، فقد يفقد السوق حوالي 5 ملايين برميل أو أكثر، وهذا يعني أن الأسعار قد تتخطى مستويات الـ 150 دولار لتتجه صوب الـ 200 دولار للبرميل.

وبالمقارنة مع الفترة التي وصل إليها النفط لنفس المستويات الحالية والتي كانت مع بداية الأزمة المالية العالمية، والتي كانت هي صاحبة الـتأثير الرئيسي على القطاع، وبالتالي انخفضت أسعار الطاقة بسبب انهيار الطلب، وتراجع الائتمان الذي يُمكن من خلاله الشراء، وانخفاض أرباح الشركات مما أدى لتسريح العمالة وزيادة البطالة. أما الآن، فقد يكون الوضع مختلفًا، وذلك مع في ظل بداية الاقتصادات العالمية مرحلة من التعافي في أعقاب الجائحة، ليتخللها الأزمة الروسية الأوكرانية والتي سيكون لها دور بالتأكيد في الإمدادات ليس فقط بالنسبة للنفط ولكن ستطال الغاز الطبيعي أيضًا، وسط سوق ينمو فيه الطلب بشكل قوي في ظل نقص شديد للمعروض.

ومن الناحية الفنية،  نُلاحظ الفرق بين صعود النفط عام 2011 وعام 2022 في التالي:

  • المدة الزمنية في المرة الأولى استغرق صعود السعر من مستويات 68.00 دولار إلى مستويات 127.00 دولار مدة عام تقريباً من مايو 2010 إلى مايو 2011. ولكن في الفترة الحالية استغرق صعود السعر مدة ثلاثة أشهر من ديسمبر 2021 إلى مارس 2022 ونفس نسبة الصعود تقريبا متشابهة في المرتين .
  • بعدما حقق السعر قمة 127$ عام 2011 أخذ فترة من الحركة العرضية  لمدة 4 سنوات تقريباً يتداول السعر بين مستويات 97.00 إلى 127.00دولار ربما يتكرر نفس السيناريو في الفترة الحالية.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط