شهدت أسواق الذهب تقلبات ملحوظة خلال تعاملات، اليوم الإثنين، حيث سجل المعدن الأصفر أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر خلال تعاملات أمس الأحد، وسط ارتفاع في التضخم والتقلبات الجيوسياسية لجانب الحرب في أوكرانيا.
وبالرغم من التقلبات التي يعاني منها المعدن الأصفر، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تدعم استمرار تراجعه على المدى المتوسط.
ارتفاع الدولار الأمريكي يضغط على الذهب:
شهدت الأسواق العالمية عمليات بيع مكثفة على الذهب في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار الأمريكي بقوة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2002. فارتفاع الدولار الأمريكي يضغط على السلع بدون مخاطر وبالأخص الذهب. يأتي هذا في الوقت الذي تسيطر فيه المخاوف حيال وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن أغلب تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي تصب لصالح رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر من المستويات المعتادة بهدف السيطرة على التضخم المرتفع والأوضاع السيئة لسوق العمل، ويقف رفع أسعار الفائدة أمام ارتفاع الذهب في الأسواق.
وتترقب الأسواق العالمية قرار رفع الفائدة من جديد في اجتماع يونيو المقبل، ولكن قرار الرفع بحوالي 75 نقطة أساس أصبحت تلوح في الأفق. الأمر الذي قد يتسبب في الضغط على الذهب خاصة وأن الرفع الأول كان في مارس بواقع 25 نقطة أساس واجتماع مايو 50 نقطة أساس.
لذا يمكن الإشارة إلى أن رفع الفائدة بتلك الوتيرة تتسبب في تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين والابتعاد عن الأصول بدون عائد مثل الذهب.
بيانات التضخم الأمريكي تدعم رفع أسعار الفائدة:
الاسبوع الماضي أظهرت البيانات أن التضخم في الولايات المتحدة تجاوزت التوقعات، بجانب حديث بعض أهم أعضاء الفيدرالي الأمريكي سابقا عن ضرورة الاستمرار في رفع أسعار الفائدة، ويضعف هذا قوة الذهب.
فبالرغم من تباطؤ وتيرة نمو التضخم ليرتفع مؤشر أسعار المستهلكين من نسبة 8.5% إلى 8.3%، إلا أنه جاء أفضل من التوقعات عند 8.1%، ليصبح مؤشر قوي على استمرار ارتفاع التضخم الفترة المقبلة.
وتدعم هذه البيانات خطة الفيدرالي الأمريكي لاستمراره في تشديد أسعار الفائدة بشكل أكبر مما هو عليه بسبب ضغوط التضخم المتزايدة.
كما يدعم التضخم المرتفع والتقلبات الجيوسياسية أسعار الذهب ، ومع ذلك ، فإن إجراءات التشديد المادية المختلفة التي اتخذتها البنوك المركزية لكبح التضخم وارتفاع الدولار يتسبب في الضغط على المعدن الأصفر.
