تعثر الدولار الأمريكي اليوم بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته في 20 عاما قبل صدور بيانات مبيعات التجزئة الأامريكية وتشير التوقعات لاحتمال أن تظهر نموّاً في مبيعات التجزئة شهر أبريل/نيسان الماضي بنسبة 1.0%، بعد أن حقق القطاع نموّاً بلغت نسبته 0.5% شهر مارس/آذار 2022.
إضافة إلى الخظاب المرتقب من جيروم باول وسيحاول المتابعون اشتقاق أي معلومات عن الخطوة المقبلة للاحتياطي الفيدرالي.
شهد الدولار الأمريكي بعض التراجع مقابل سلّة من العملات الرئيسية الجلسة الآسيوية اليوم الثلاثاء، لكن ما زال الدولار قريباً من أعلى مستوياته في عقدين من الزمن. ويتراجع الدولار الأمريكي اليوم مقابل سلّة من العملات للجلسة الثالثة على التوالي.
يتم تداول مؤشر الدولار اليوم قرب 104.00 نقاط، بعدما لامس الأسبوع الماضي الأعلى منذ عام 2002 عند 105.00 نقطة.
وقد حقق مؤشر الدولار الشهر الماضي مكاسب بلغت نسبتها 4.9%، في أكبر ارتفاع للدولار منذ شهر يناير عام 2015.
بعدما قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة بـ50 نقطة أساس، مع إشارات إلى أنه سيستمر برفع الفائدة للحد من ارتفاع التضخّم الذي وصل لأعلى مستوى له منذ 40 عاماً عند 8.5% شهر مارس الماضي. ورغم الانخفاض في التضخّم إلى 8.3%، لكنه ما زال يعتبر مرتفع جداً.
ننتظر اليوم تصريحات من أعضاء في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ومن المحتمل جدّاً أن يبرزوا توجّههم لرفع الفائدة الشهر المقبل.حيث تشير التوقعات بحسب CME Group إلى أن الفيدرالي سيرفع الفائدة بـ50 نقطة أساس باحتمال يفوق 87% الشهر المقبل يونيو، فيما احتمال رفعها بنسبة 75 نقطة أساس قليل نسبياً ويبلغ اليوم زهاء 12.8%.
قد تكون بيانات مبيعات التجزئة اليوم ذات أهمية للأسواق المالية، لأن هذه البيانات قد تظهر آخر التطوّرات في الإنفاق الاستهلاكي، الذي يشكّل الجزء الأكبر في حسابات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
في آخر بيانات اقتصادية صدرت عن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، أظهرت انكماشاً بلغت نسبته 1.4% في الاقتصاد. لكن، جاء هذا الانكماش بفعل انخفاض الإنفاق الحكومي وعجز قياسي في الميزان التجاري إلى جانب انخفاض الاستثمار في المخزون. لكن، حقق الإنفاق الاستهلاكي تسارعاً في النمو من 2.5% إلى 2.7%، وبذلك بيانات مبيعات التجزئة اليوم تعتبر مهمّة جداً لنرى كيف تغيّر الإنفاق الاستهلاكي في أوّل شهر من الربع الثاني الجاري.
قد يتحرّك الدولار الأمريكي ضمن نطاقات ولا يجب استبعاد تصحيحات. لكن على المدى الأبعد، يبدو بأن الدولار ما زال قويّاً بفعل توقعات الفيدرالي التي تشير لاحتمال أن تصل الفائدة نهاية السنة لأكثر من 2.50%.
