ماذا ننتظر اليوم في قرار الفيدرالي الامريكي؟

ماذا ننتظر اليوم في قرار الفيدرالي الامريكي؟

16 سبتمبر 2020 05:04 م

بالفعل، اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سينتهي اليوم بصدور قرار الأعضاء تجاه السياسات النقدية للفيدرالي سيكون مختلفاً عن الاجتماعات السابقة. من غير المتوّقع أن يقدّم الفيدرالي بشكل مباشر أي سياسات نقدية جديدة، ومن المحتمل جداً أن نرى تثبيت بالفائدة. بحسب مجموعة CME، التوقعات بتثبيت الفائدة تبلغ 100%، أي أن يحافظ الفيدرالي على نطاق الفائدة بين 0.00% و0.25%.

لكن، تكمن أهمية اجتماع اليوم في أنه الاجتماع الأوّل منذ أعلن الفيدرالي تغييره لأسلوب رقابة التضخم، ليستبدل قاعدة استهداف تضخم عند 2.00% بأن يستهدف "متوسط" التضخم عند 2.00%، وهذا يعني بأن الفيدرالي بالتالي قد يسمح بارتفاع التضخم.

سابقاً، أعلن الفيدرالي بأن التضخم سيبلغ 1.0% هذه السنة، لكن بحسب آخر القراءات، وصل التضخم لنسبة 1.3% بحسب مؤشر سعر المستهلك، وهنا يجب أن نعلم إلى أي مدى سيسمح الفيدرالي للتضخم بالارتفاع. فقد ارتفعت نسبة التضخم من 0.1% إلى 1.3% على مدّى أشهر قليلة، وفي ظل كل سياسات التحفيز الفيدرالية والحكومية، فمن المحتمل جداً أن تستمر مستويات التضخم بالارتفاع.

وسيكون التركيز اليوم على عدّة نقاط:

  • التوقعات الاقتصادية للنمو في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي
  • توقعات الفيدرالي لمعدّلات التضخم المستقبلية
  • توقعات الفيدرالي لمعدّل البطالة
  • كيف سيراقب الفيدرالي نمو الأجور لتوقّع التضخم المستقبلي
  • أي تلميحات عن مستويات الفائدة المستقبلية
  • ماذا سيفعل الفيدرالي في حال ارتفاع التضخم بشكل كبير ومتسارع فوق الـ2% لفترة طويلة

أثبتت لنا السنوات الماضية بأن انخفاض البطالة (التي وصلت إلى 3.4%) إلى جانب قوّة نمو الأجور ليس بالضرورة أن يكون دافعاً لارتفاع التضخم، ومنذ عام 2012 عندما وضع الفيدرالي بشكل رسمي هدفه للتضخم عند 2.0%، طالما بقي التضخم ما دون هذا المستوى، ونادراً ما كان يرتفع فوقه، مما يعني بأن مراحل النمو الاقتصادي ليس بالضرورة أن تدفع مستويات التضخم للارتفاع. لكن، النقطة الأساسية هنا، هل ستكون هنالك تلميحات عن كيفية تصرّف الفيدرالي لو ارتفع مستوى التضخم فوق الـ2.5% ؟

من جهة أخرى، من المحتمل أن يغيّر الفيدرالي طريقة رقابته للبطالة، وسابقاً كان يشير إلى مصطلح "التوظيف الكامل" ، وقد انخفضت نسبة البطالة من 14.7% إلى 8.4% بعد ارتفاعها القياسي بفعل جائحة كورونا، حتى أن نسبة 8.4% تقع ما دون التوقعات السابقة له بعد جائحة كورونا والتي تم تحديدها سابقاً عند 9.3%. كما سيشير الفيدرالي إلى بعض التحسّن في أسواق العمل منذ وصول البطالة إلى 14.8%، حيث أن بيانات التوظيف بحسب مؤشر Non Farm Payrolls أضاف وظائفاً مقدارها 10.621 مليون وظيفة بعد أن فقد الاقتصاد 22.16 مليون وظيفة خلال شهري مارس وأبريل الماضيين. لكن في نفس الوقت، سيشير الفيدرالي الأمريكي إلى أن الاقتصاد ما زال بحاجة للتحفيز.

نقطة مهمة أخرى في اجتماع الفيدرالي اليوم، وهي أن الفيدرالي من المحتمل أن يشير بشكل واضح إلى أهمية خطط التحفيز المالية من الحكومة الأمريكية، بل أن خطّة التحفيز العالقة حتى الآن في الكونجرس الأمريكي قد تمنع الفيدرالي من اتخاذ أي إجراءات تحفيزية من خلال توسعة برامج شراء الأصول والإقراض، لكن سيشدد الفيدرالي على أهمية إقرار المزيد من خطط التحفيز الحكومية.

الاهتمام سينصب على أي إشارة من الفيدرالي عن الفترات الزمنية التي ستبقى عليه تلك السياسات النقدية، فالتوقعات تشير إلى أنها ستبقى على ما هي عليه على الأقل حتى عام 2022 أو حتى 2023، أي أن يحتفظ الفيدرالي بسياساته النقدية الرئيسية طوال هذه السنة والسنة المقبلة. وبالنسبة للتضخم، فقد عدّل بالفعل الفيدرالي طريقة رقابته للتضخم، حيث أن الفيدرالي أشار إلى أنه أصبح يعتمد متوسط التضخم بدل اعتماد قيمة ثابتة عند 2.0%.

النقاط المحتمل أن يلخص بها الفيدرالي اليوم:

  • بقاء الفائدة منخفضة جداً لفترة مطوّلة من الزمن، وربما يتم الإشارة لعام 2023 ضمنياً
  • تحسّن الاقتصاد الأمريكي، لكن استمرار المخاطر
  • التوقّف عن اعتماد نسب البطالة ومعدّل نمو الأجور لتحديد توقعات التضخم
  • أن يبدأ الفيدرالي برقابة الاقتصاد من خلال نمو الناتج المحلي وبيانات التضخم الفعلية وليست التوقعات

حقائق يجب الاهتمام بها:

  • توقعات الفيدرالي السابقة للنمو الاقتصادي لهذه السنة هي انكماش بنسبة 6.5% لهذه السنة، وسنراقب أي تعديل على هذه القيمة
  • توقعات التضخم لهذه السنة، والتي سيتم تعديلها على الأرجح، إذ أن الفيدرالي توقّع أن يكون التضخم عند 1.0% هذه السنة 2020، لكنه ارتفع الآن إلى 1.3%.

يجب الآن أن نأخذ المتغيرات التي حصلت في الاقتصاد الأمريكي خلال هذه السنة، وأوّلاً مع الانكماش القياسي الذي حصل في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني والذي بلغت نسبته 31.7%، وهذا قد يبدو سيئاً جداً، خصوصاً مع التوقعات بأن نشهد انكماشاً كبيراً على مدى هذه السنة كاملة.

لكن، لننظر إلى الأمر بمنظور آخر، فالتوقعات تشير إلى احتمال أن نشهد نمواً حاداً خلال الربع الثالث الجاري من هذه السنة، قد تصل نسبته إلى 25%، أما بالنسبة لنسبة البطالة، فقد انخفضت من مستواها الأعلى منذ عقود عند 14.7% إلى 8.4%، كما أننا نلاحظ تحسّناً في البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخّراً والتي نذكر منها:

  • ارتفاع مؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع إلى 53.1 نقطة
  • ارتفاع مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات إلى 55 نقطة
  • نمو الإنتاج الصناعي بواقع 3% واليوم ننتظر بيانات أخرى للإنتاج الصناعي وتشير توقعاتها لاحتمال نمو 1.2%
  • وغيرها

هذه البيانات تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي في تحسّن عمّا كانت عليه الظروف سابقاً، لكن لا نستطيع أن نقول بأن الاقتصاد تعافى تماماً.

هذه النقطة تؤكد بأن الفيدرالي الأمريكي ربما سيبقي على أسعار الفائدة عند نطاق بين 0.25% و0.00%، وهذا باحتمال قد يفوق الـ95%، ورغم أن هنالك احتمالات ضئيلة بأقل من 5% في أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة للسالب، إلا أن الظروف الاقتصادية الآخذة في التحسّن لا تستوجب الفوائد السلبية.

بكل الأحول، الاقتصاد الأمريكي ما زال بحاجة لتحفيزات الفيدرالي، ولا نستطيع أن نشير إلى أي إشارة عن رفع الفائدة أو تقليص خطط التحفيز الأخرى، فرغم التحسّن الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي، إلا أن الاقتصاد ما زال هشّا جداً، والظروف الاقتصادية لم تعد إلى سابق عهدها كما كانت قبل جائحة كورونا، وهذا ما يعني بأن الاقتصاد الأمريكي "يتحسّن" لكنه لم "يتعافى" وسوف يحتاج لفترة زمنية مطوّلة حتى يعود للاستقرار.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط