الدولار الأمريكي ما بين البيانات الاقتصادية وقرارات الفيدرالي الأمريكي

11 أغسطس 2021 03:51 م

لم يتبق أمامنا سوى ما يزيد قليلاً عن أسبوعين قبل عقد مؤتمر جاكسون هول رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما يشتري المستثمرون الدولار الأمريكي على أساس أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يمهد الطريق للتراجع عن تشديد السياسة النقدية في سبتمبر.

يقبل المستثمرين على شراء الدولار معتمدين على أن البنك الفيدرالي الأمريكي سوف يمهد الطريق نحو تيسير في السياسة النقدية خلال سبتمبر، الأمر الذي ساعد الاقتصاد الأمريكي على الانتعاش وارتفاع الدولار بعد خسارة كبيرة سجلها الأيام الأخيرة.

ارتفاع الدولار بشكل عام مرتبط بالبيانات الخاصة بحالات الإصابة والوفاة والتطعيم الخاصة بفيروس كورونا والمتحور دلتا على وجه خاص، لأن الانتعاش الاقتصادي مرتبط بحالات التعافي وارتفاع حالات التطعيم.

الذي ساعد على المراهنات على اتجاه الفيدرالي الأمريكي نحو سياسة تيسيريه وتخليه عن تشديد السياسة النقدية "تقرير الوظائف الغير زراعية"، الذي صدر الأسبوع الماضي، ورأينا كيف أثر إيجابيا على الدولار.

ضع بجانب هذا التقرير، ما ينتظره السوق اليوم وهو: تقرير أسعار المستهلك  والذي سيؤدي وجود رقم جيد إلى تعزيز التوقعات بالتقليص التدريجي في الخريف، مما يقود الدولار الأمريكي للإرتفاع.

ما الذي يجب الحذر منه:

ارتفعاع أسعار المستهلك بأسرع وتيرة لها منذ ما يقرب من 13 عامًا.. ويجب الأخذ في الاعتبار أن بعد هذه الزيادة من المحتمل حدوث تباطؤ

ولا يزال من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك مع قيام الشركات بفرض تكاليف أعلى على أولئك الذين يتقبلون الأسعار، ولكن على أساس سنوي وحتى من شهر لآخر يجب أن تتباطأ وتيرة النمو بشكل طفيف.

يصبح السؤال بعد ذلك: ما مدى أهمية التباطؤ بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي الدولار الأمريكي؟

الفدرالي الأمريكي يرى أن ضغوط الأسعار مؤقتة، لذا فإن تباطؤ النمو سيثبت وجهة نظره. وأيضًا، من المحتمل أن يكون أي تباطؤ دون تأثير جوهري، لذلك فإنه بنسبة كبيرة سيظل الاتجاه الصعودي للدولار الأمريكي كما هو.

رأي مخالف:

بالمخالفة لاتجاه الفيدرالي الأمريكي، يتوقع بنك جولدمان ساكس عدم استمرار قوة الدولار الأمريكي

وهذا ما أكده الخبراء لدى جولدمان ساكس بنك خلال مذكرة بحثية صادرة اليوم الأربعاء، ومن وجهة نظرهم يرون أن:

لا توجد أسباب تدعو إلى الاعتقاد باستمرار قوة الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة،.

الاقتصاد العالمي سوف يستفيد مع استمرار التطعيمات بلقاحات كورونا المختلفة خلال الفصول المقبلة.

الاقتصاد الأمريكي قد يتباطأ وبخاصة مع تحول التحفيز المالي إلى عامل سلبي، كما أن انخفاض التضخم قد يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى الإبقاء على الفائدة المنخفضة لفترة طويلة.

قد يتم عدم رفع الفائدة حتى الربع الثالث من عام 2023.

وأخيرا فإن توجهات الفيدرالي مغايرة ومخالفة تماما لاتجاهات وتوقعات الخبراء، ولكن لا تنسى أن انتشار وباء كورونا وحالات الإغلاق والتعافي أصبحت هي السبب والمحرك الأساسي للدولار.

 

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط