خطة "بايدن" وضخامة الإنفاق الحكومي وراء التضخم وارتفاع الأسعار

17 نوفمبر 2021 02:46 م

في الآونة الأخيرة، ارتفعت معدلات التضخم بوتيرة قوية ليصل إلى نسبة 6ز2% في أكتوبر "أعلى وتيرة ارتفاع منذ عام 1990".

ويرى البعض أن ضخامة الإنفاق الحكومي الذي يتخطى أكثر من 4 تريليونات دولار حتى الآن منذ بدء جائحة كوفيد-19 هو السبب المباشر في التضخم وزيادة الأسعار.

فيما يرى البعض الأخر أن أسباب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار البنزين والغاز الطبيعي محليا وسط ارتفاع الطلب العالمي، في وقت قررت فيه إدارة بايدن خفض الإنتاج الأميركي، وهو ما يؤثر على أسعار بقية السلع والخدمات.

خطة بادين:

وأوقفت إدارة بايدن جميع عمليات الحفر في الأراضي المملوكة للحكومة الفدرالية، وتدرس إذا ما كانت ستوقف خط أنابيب نقل النفط من كندا إلى ولايات الوسط الأميركية.

ثم هناك بنك الاحتياطي الفدرالي، الذي لا يزال يدير سياسة نقدية طارئة بعد 19 شهرا من التعافي الاقتصادي. وشجع جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي على حزم الإنفاق الحكومي الضخمة.

وتوقع أن يرتفع معدل التضخم إلى 2% فقط، لكنه وصل لأكثر من 3 أضعاف في وقت يبقي البنك فيه على نسب فائدة ثابتة عند الصفر منذ أكثر من عام ونصف العام.

مع إلقاء المعلقين بالمسؤولية عن تلك الارتفاعات على سياسيات الرئيس جو بايدن الاقتصادية والمالية، سارع بايدن بالرد بالقول إن مواجهة ارتفاع نسبة التضخم في الولايات المتحدة هي أولويته القصوى.

وأصدر بايدن تعليمات إلى المجلس الوطني الاقتصادي للعمل على خفض الأسعار بما فيها أسعار الطاقة، كما أصدر تعليماته إلى لجنة التجارة الفدرالية للتصدي لأي تلاعب في الأسعار.

وأشار بايدن إلى أن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية يرتبط بالتأخير الذي تعاني منه سلسلة التوريد العالمية والذي تسبب في نقص كبير للمواد الاستهلاكية في الأسواق.

ويرى بايدن أن مشروع قانون البنية التحتية الذي أقره الكونغرس مؤخرا سيساعد على تخفيف اختناقات النقل، وأن خطة الإنفاق الاجتماعي المطروحة من شأنها أن تخفض التكاليف المعيشية على أغلب العائلات الأميركية.

من ناحية أخرى، تصمم إدارة بايدن على تنفيذ خطة الإنفاق الاجتماعي والمناخي التي تقدر قيمتها بأكثر من تريليوني دولار.

وقد زاد العديد من أرباب العمل أجورهم من أجل اجتذاب المزيد من العمال. ولكن سرعان ما تآكلت الرواتب المتزايدة بسبب ارتفاع تكلفة الغاز والبقالة.

وتتوقع وزارة الطاقة أن فواتير التدفئة ستكون أعلى بنسبة تصل إلى 54% هذا الشتاء مقارنة بالشتاء الماضي نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة وانخفاض درجات الحرارة إلى حد ما.

ارتفاع التضخم:

وقد أدى نشر أنباء ارتفاع نسب التضخم الأربعاء الماضي إلى انتقادات جديدة من الجمهوريين خطة الإنفاق الاجتماعي والمناخي التي تبلغ قيمتها تريليوني دولار ويعتزم الديمقراطيون في مجلس النواب التصويت عليها الأسبوع القادم، ومن ثم إرسالها إلى مجلس الشيوخ.

وتدفع الزيادة في الأسعار التي تعكس تناقص القوة الشرائية للأميركيين إلى انخفاض نسبة تأييد الرئيس بايدن.

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته جامعة "مونموث" أن 65% من الأميركيين يؤيدون مشروع قانون البنية التحتية و62% يؤيدون خطة إنفاق الديمقراطيين.

إلا أن الاستطلاع نفسه أظهر أن 42% فقط من الأميركيين يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، في حين لا يوافق 50% من الأميركيين على سياساته الاقتصادية.

ويشكل تسجيل أعلى معدل تضخم أميركي منذ 3 عقود تحديا كبيرا للرئيس جو بايدن في سعيه إلى الدفع بركيزة أخرى من أجندته الاقتصادية.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط