شهدت الأسواق العالمية تحركات قوية خلال تداولات اليوم الأربعاء، بسبب تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول اليوم خلال شهادته أمام الكونجرس الأمريكي.
وقد صرح باول أن الهدف الأساسي للبنك في الوقت الراهن يتمصل في السيطرة على ارتفاعات التضخم، التي وصلت لأعلى مستوياتها منذ ثمانينات القرن الماضي. مؤكدًأ أن ارتفاع الأسعار يضغط على الأسر وعلى الانفاق والاستهلاك.
وحاول باول طمأنة الأسواق حيال احتمالات انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الركود من خلال الإشارة إلى أن البطالة تواصل تراجعها وأن قطاع سوق العمل في طريقه للوصول لمستويات التوظيف الكاملة.
إلى جانب إبداء العزم على التضخم ، قال باول إن الظروف الاقتصادية مواتية بشكل عام ، مع وجود سوق عمل قوي وطلب مرتفع باستمرار. ومع ذلك ، فقد أقر بأن التضخم يتزايد بشكل كبير ويجب أن ينخفض.
وقال باول "خلال الأشهر المقبلة ، سنبحث عن دليل مقنع على أن التضخم يتجه نحو الانخفاض ، بما يتفق مع عودة التضخم إلى 2٪". "نتوقع أن تكون الزيادات المستمرة في الأسعار مناسبة ؛ وستستمر وتيرة هذه التغييرات في الاعتماد على البيانات الواردة والتوقعات المتطورة للاقتصاد ".
وعن أسباب ارتفاع التضخم، أكد باول أن ارتفاع الأسعار يعود لعوامل خارجية تتمصل في استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، استمرار الإغلاقات في الصين بسبب فيروس كوفيد -19، وكسر سلاسل التوريد.
خلال اجتماعاته الثلاثة الماضية ، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة 150 نقطة أساس تراكمية - 1.5 نقطة مئوية - في محاولة لمعالجة التضخم الذي يسير بأسرع وتيرة سنوية له منذ أكثر من 40 عامًا.
كانت الزيادة البالغة 75 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع الماضي بمثابة أكبر زيادة فردية منذ عام 1994.
افتتحت الأسهم الأمريكية على انخفاض حاد يوم الأربعاء ، متخلية عن جزء كبير من ارتداد الجلسة السابقة، مع سيطرة حالة من الخوف والعزوف عن المخاطرة حيال تصريحات باول ونوايا البنك من ناحية السياسة النقدية ومدى تأثيرها على أرباح الشركات.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.19٪ 343 نقطة أو 1.1٪ ، فيما تراجع مؤشر S&P 500 SPX بنسبة 0.40٪ 1٪ ، وخسر ناسداك المركب 0.84٪ 0.8٪.
على الجانب الأخر، عانت أسعار الذهب من تقلبات قوية ما بين الخوف من احتمالات الركود، وبين سياسات الفيدرالي المتشددة التي تضغط على أداء المعدن الأصفر. حيث تستقر أسعار الذهب الآن بالقرب من مستويات 1840 دولار للأونصة
