تترقب الأسواق مساء اليوم قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتي ستكون ذو تأثير قوي ليس فقط على الدولار الأمريكي ولكن على الأسواق العالمية كلها. فتكمن أهمية القرارات اليوم في أنها سترسم ملامح تحركات الأسواق الفترة المقبلة.
ماذا ننتظر من الفيدرالي الأمريكي اليوم؟
أغلب التوقعات تصب لصالح إبقاء الفيدرالي الأمريكي على الفائدة كما هي دون تغيير منذ آخر مرة خفض فيها البنك الفائدة في مارس 2020 بعد تفشي جائحة كوفيد-19 مباشرة عند المستويات الصفرية.
ولكن بدلاً من الفائدة، يرى البعض أن الفيدرالي الأمريكي على مشارف تقليل حجم برنامج مشتريات الأصول وسيكون تعديل حجم البرنامج على رأس القائدة فيما يتعلق بالإجراءات التي قد يتخذها البنك الفترة المقبلة.
ويُذكر أن البنك قد لجأ إلى شراء سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري بوتيرة تبلغ 120 مليار دولار شهريًا. تم تصميم هذه الخطوة للحفاظ على تدفق الائتمان بحرية في الاقتصاد وجعل تكاليف الاقتراض أرخص على أشياء مثل الرهون العقارية ، وكلاهما أثبت نجاحه مع الرهن العقاري لمدة 30 عامًا عند أدنى مستوياته القياسية.
مع ذلك، يرى البعض إلى أن جهود الاحتياطي الفيدرالي التاريخية ربما تكون قد ساهمت في أزمة القدرة على تحمل التكاليف، وبالطبع مع زيادة الطلب على سوق الإسكان، قد يلجأ الفيدرالي الأمريكي إلى تقليل حجم البرنامج.
قال رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول إن أعضاء البنك سيرغبون في رؤية الاقتصاد يحقق "تقدمًا إضافيًا جوهريًا" نحو هدفي بنك الاحتياطي الفيدرالي المزدوج المتمثل في تحقيق أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار قبل تعديل برنامج السندات. ولكن حتى أبريل، شدد باول على أن الاقتصاد بعيد عن تلك النقطة.
هل ارتفاعات التضخم المفرطة أم يستدعي القلق؟
ارتفعت معدلات التضخم بوتيرة قوية الفترة الماضية، فمع استتثناء الغذاء والطاقة، ارتفعت أسعار المستهلكين بأسرع وتيرة منذ عام 1992.
على الجانب الأخر، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يستخدمه الاحتياطي الفيدرالي رسميًا لتحقيق هدف التضخم بنسبة 3.6 في المائة عن العام السابق ، وهو أكبر انفجار منذ عام 2008.
ولكن تأكيد أغلب الأعضاء على أن ارتفاعات التضخم تعود إلى عوامل مؤقتة، وسرعان ما ستبدأ في الاستقرار نسبيًا الفترة المقبلة، ساعد في تقليص المخاوف المتعلقة بالارتفاعات المفرطة.
أبرز التحديات التي تواجه الفيدرالي الأمريكي
إن المفتاح لمعرفة ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في تقليص مشترياته هو سوق العمل ، ولا يزال التوظيف يحتاج إلى مزيد من الوقت قبل أن يتعافى تمامًا خاصة بعدما أكد البنك على أن الأمر قد يستغرق وقتًا طويلاً قبل الوصول إلى الحد الأقصى من فرص العمل.
تم استرداد ثلثي الوظائف المفقودة البالغ عددها 22.2 مليون وظيفة ، ويوجد 3.5 مليون عامل أقل في القوى العاملة ولا تزال البطالة مرتفعة تاريخيًا. ولكن بوجه عام، مضي الاقتصاد في التطعيمات على نطاق واسع ساعد على تحسن شهية المخاطرة والتوقعات باستمرار تحسن قطاع سوق العمل الفترة المقبلة.
