يشهد سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي ضغطاً كبيراً، ليتداول في مستويات ما دون حاجز الـ 1.2 دولار لليورو الواحد لأوّل مرّة منذ أوائل شهر يناير الماضي 2018. ينتظر المتداولون اليوم قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تجاه أسعار الفائدة، ومن غير المتوقّع أن يقوم الفيدرالي بأي خطوة تجاه أسعار الفائدة هذا اليوم، بل تشير أغلب التوقعات لاحتمال بقاء الفائدة في مستويات بين 1.50% و1.75%.
أهمّية اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم لا تنبع من احتمالية تغيير أسعار الفائدة أو السياسات المالية الأخرى، بل تنبع من اعتقاد المتداولين بأن الفيدرالي الأمريكي ربما يشير اليوم إلى أنه سوف يقوم برفع الفائدة بوتيرة أسرع مما كان معتقد سابقاً، خصوصاً بعد صدور بيانات أشارت لارتفاع سريع في مستوى التضخم بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الجوهري PCE، والذي ارتفع من 1.6% إلى 1.9% دفعة واحدة بين شهر فبراير ومارس على التوالي.
يعتمد الفيدرالي الأمريكي على مؤشر PCE عندنا يتعلّق الأمر بدراسة التضخم، وقد ارتفع التضخم لمستويات قريبة من المستويات التي يرغب بها الفيدرالي الأمريكي عند 2%، وهذه النسبة تعتمد مثالية، والقيمة عند 1.9% قريبة من المثالية، إلا أن المتداولون يعتقدون بأن الارتفاع السريع بين شهر فبراير ومارس ربما يعني بأننا أمام احتمال ارتفع كبير في المستقبل القريب.
في منطقة اليورو، أظهرت البيانات الاقتصادية اليوم انخفاضاً في وتيرة نمو الاقتصاد، فأظهرت بيانات النمو في الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي انخفاضاً من نمو نسبته 0.6% إلى 0.04% كمقارنة للربع الرابع الماضي من عام 2017 بالربع الأول من هذه السنة 2018.
يعتبر النمو الاقتصادي السنوي في منطقة اليورو مقبولاً لو تمت مقارنته في مستويات الربع الأول من العام الماضي، لكنه بانخفاض من النمو السنوي للربع الرابع والثالث الماضيين، وهذا ما يعطي سبباً للاقتناع بأن البنك المركزي الأوروبي سوف يحتفظ في سياساته المالية والنقدية لفترة أطول.
قال محافظ البنك المركزي الأوروبي "ماريو دراجي" بأن البنك سوف يحافظ على سعر الفائدة المنخفض الصفري لفترة مطوّلة، ويرى بأنه سوف يترك سياسات برنامج شراء الأصول طوال النصف الأول من هذه السنة.
كفرق بين توقعات إبقاء الفائدة الأوروبية على ما هي عليه، مع توقعات رفع الفائدة الأمريكية، قد تستمر الضغوط السلبية على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي. لكن مع اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم وبيان الفائدة، إن تمت الإشارة بأي شكل من الأشكال حتى ولو بطريقة غير مباشرة إلى احتمالات رفع الفائدة بأكثر من مرتين آخرين هذه السنة، فقد نجد زوج اليورو مقابل الدولار ينزلق نحو الأسفل بقوّة.
على النقيض من ذلك، قد نشهد ارتفاعاً في سعر صرف اليورو مقابل الدولار في حال لم يشر الفيدرالي لذلك، لكن أي موجة صاعدة على اليورو مقابل الدولار الأمريكي سوف تبقى محدودة وذات فترة قصيرة نسبياً في ظل توقعات استمرار توسّع الفجوة بين الفائدة على اليورو والفائدة على الدولار، لصالح الدولار الأمريكي.
فنياً، حقق سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي كسراً للقناة الصاعدة منذ أن تداول ما دون سعر 1.2265، وحالياً يتداول في مستويات ما دون تصحيح 23.6% فيبوناتشي الموضح في الصورة أدناه، والموجود عند سعر 1.2030. نضيف إلى ذلك أن المتوسطات المتحرّكة الأسية 50 و100 حققت كسراً لمستوى 1.2265، وهذه الأمور تعتبر سلبية بحسب التحليل الفني الكلاسيكي.
من المحتمل أن نرى سعر صرف اليورو ينخفض خلال الفترة المقبلة نحو مستويات 1.1705، وهذا بحسب أصول التعامل مع نسب فيبوناتشي، وأي تداول ما دون سعر 1.2265 سوف يبقي على هذا الاحتمال.
لكن في نفس الوقت، حتى نشهد موجات هابطة لحظية تؤثر على هذا اليوم وبقية الأسبوع، يجب أن تستقر التداولات ما دون سعر 1.2030 بإغلاق السوق اليومي ( إغلاق شموع اليوم بحسب منصّة تداول Equiti ).
