نظرة إلى الأسواق المالية العالمية 23-04-2018

الدولار الأمريكي يحقق المكاسب القوية مع حالة عدم اليقين في الأسواق المالية
يرتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية، ليحقق هذا اليوم مكاسباً لليوم الخامس على التوالي، متداولاً في أعلى مستويات له منذ الأول من الشهر الماضي مارس 2018. حالة الحذر وعدم الرغبة في المخاطرة تسود الأسواق المالية حالياً، فتستمر عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الآجلة بالانخفاض، لتتداول عقود مؤشر داوجونز الآجلة في مستويات ما دون 24500 نقطة، كما تنخفض عقود مؤشر ستناندرد آند بورز الآجلة متداولة ما دون مستوى 2670 نقطة.
مع موجة الدولار الصاعدة، شهد سعر صرف اليورو انخفاضاً ملموساً، متجاهلاً بيانات مؤشر مدراء المشتريات الصناعي الألماني الذي ظهر بقيمة أفضل من التوقعات عند 58.1، وتجاهلاً مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات الفرنسي الذي ارتفع بقوّة عكس التوقعات إلى مستوى 57.4 نقطة.
صرّح كل من عضو الفيدرالي الأمريكي "ويليامز" اليوم الإثنين، كما صرّح عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي الفرنسي، مشيران إلى قلقهم من اندلاع حرب تجارية، ويرتكز هذا القلق على الصين والولايات المتحدّة وغيرها من الدول. هذا القلق يشجّع المتداولين على التخلّي عن مراكزهم المالية في أسواق الأسهم، لنرى إغلاق مؤشر نيكاي الياباني اليوم على انخفاض بلغت نسبته 0.33%، وانخفاض مؤشر شنغهاي الصيني بنسبة 0.11%.
من ناحية الذهب، نجد بأنه خالف توقعات المحللين الأساسيين الذين راهنوا أن يكون تزايد احتمالات اندلاع الحرب التجارية سبباً لدفع السعر للارتفاع، حيث انخفض سعر الذهب بقوّة هذا اليوم، مستمراً في تحقيق الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي، متداولاً الآن في مستويات حول 1327 دولار للأونصة. في الحقيقة، تصريحات من كوريا الشمالية أشارت إلى أن البلاد سوف تعلّق تجاربها الصاروخية والنووية بشكل فوري، إلى جانب الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار، أسباب رئيسية قد تستمر حالياً في دفع سعر الذهب للانخفاض.
ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات خلال تداولات اليوم الإثنين وصولاً لمستوى قريبة من 3%، وهذا يدل على رغبة من المتداولين لتخفيض المخاطرة، وتقليص المخاطر في الأسواق المالية.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد ا نخفض هو الآخر وبقوّة أمام الدولار الأمريكي، وتبدو حالة الجنيه الإسترليني أكثر سوءاً من عديد من العملات الأخرى، مع حالة الاضطراب السياسي التي ما تزال قائمة حول مشكلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني اليوم لمستويات ما دون 1.4000 دولار، بتأثير ارتفاع سعر صرف الدولار الذي ما زال يسيطر على الأسواق المالية.
ويبدو بأن تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ما زالت تلقي بظلالها على الأسواق المالية، فتسبب مزيداً من الحيرة والتوتّر، خصوصاً مع تصريحاته اليوم التي أشار فيها إلى أن "الطريق ما يزال طويلاً لحل الأزمة النووية الكورية الشمالية"، مؤكداً بأنه ما زال الكثير من الوقت لحل الأزمة.
إن حالة عدم اليقين هي المسيطرة دون شك في الأسواق، مما يجعل المتداولين فيها يفضّلون تغطية مراكزهم المالية أو حتى إغلاق مراكز الشراء، لكن في المقابل، يتزايد الطلب على الدولار الأمريكي ليس إلا كعملة تصفية مراكز مالية وتسييل لها. ومع استمرار انخفاض مؤشرات الأسهم في العالم، قد نجد مزيداً من القوّة للدولار الأمريكي هذا اليوم أمام سلّة العملات الأجنبية.
قوّة الدولار الأمريكي أعادت الين الياباني إلى أدنى مستويات له مقابل الدولار، فارتفع الدولار أمام الين إلى مستويات فوق 108 ين للدولار الأمريكي الواحد، وصولاً لأعلى مستوى له منذ الـ 13 من شهر فبراير الماضي 2018.