يعتمد مفهوم سلاسل القيمة العالمية على قيام الدول بالتخصص الرأسي في مرحلة محددة من مراحل الانتاج المختلفة Veritical Specialization للمنتج .ومن هنا يتم تصنيع المنتج النهائي في عدد من الدول كل منها يقوم بتصنيع جزء من المنتج النهائي.
أصبحت سلاسل القيمة العالمية السمة الغالبة للتجارة والاستثمار العالميين، فبالنظر إلي احصائيات التجارة الدولية نجد أن المدخلات الوسيطة تشكل أكثر من ثلثي السلع و70% من الخدمات المتداولة في جميع أنحاء العالم.
ترى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن تنظيم الانتاج والتجارة والاستثمارات الدولية يتزايد في إطار ما يسمى بسلاسل القيمة العالمية، حيث توجد مختلف مراحل عمليات الانتاج في مختلف الدول. وتحفز العولمة الشركات على إعادة هيكلة عملياتها على الصعيد العالمي من خلال الاستعانة بمصادر خارجية ونقل الأنشطة إلى الخارج.
هذا وتحاول الشركات تحسين عمليات الانتاج الخاصة بها عن طريق تحديد المراحل المختلفة والتخصص في تلك المراحل عن غيرها. ويرى البنك الدولي أن المشاركة في سلاسل القيمة العالمية سيؤدي إلى زيادة خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، بل وتستورد المهارات والتكنولوجيا التي ستعود عليها بالنفع في نهاية المطاف.
تعتبر ظاهرة سلاسل القيمة العالمية واحدة من مظاهر العولمة. وهذه الظاهرة تعد نتاج كل من انخفاض تكاليف النقل وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي مكنت للشركات القدرة لتنسيق احتياجات الإنتاج على أساس الوقت الحقيقي، بغض النظر عن الموقع الجغرافي للمنتج.
وسلاسل القيمة العالمية عادة ما تنطوي على مجموعة من الشركات التي تقع في بلدان مختلفة ويشتركون معاً في تشكيل خط الإنتاج. واعتمادا على مكان وجود الشركة في شبكة الإنتاج، فان مشاركتها إما أن تنطوي على المشاركة الأمامية، بحيث يستخدم ما تنتجه هذه الشركة للتصدير الى دولة أخرى، أو المشاركة المتأخرة حيث تستخدم الشركة في هذه الحالة قطع الغيار أو المكونات المستوردة كمدخلات في إنتاج المنتجات التي يتم تصديرها.
أسباب تزايد التوجه العالمي نحو الانتاج من خلال سلاسل القيمة العالمية:
1- انحسـار الحواجز التجارية وخاصة بعد اتفاقية الجات والتحول إلي منظمة التجارة العالمية.
2- انخفاض تكاليـف النقـل والاتصـالات خاصة مع ما شهده العالم من ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ بداية الالفية الثانية على وجه الخصوص.
ولقد بدأ التطور السريع الذي شهده التوجه نحو سلاســل القيمــة العالميــة في تغيير الكيفيــة التــي يتولــد بهــا الدخــل والنمــو علــى مســتوى العــالم، كمــا كان لــه تأثيــر في نفــس الوقــت علــى طبيعــة المنافســة بين دول العالم. فالتنافــس بين دول العالم لم يعد على إنتــاج الســلع ولكن أصبح التتنافــس علــى العمــل (المهارات والخبرات، التكلفة) وروؤس الأمــوال التــي تدخــل إنتاجهــا (جذب رؤس الأموال الاجنبية)
إن تلك التغيــرات التي حدثت في طبيعــة المنافســة في العالم قد أدت بدورها إلي تغييــر صياغــة الدول لسياسـتها الاقتصادية (السياسة التجاريـة والسياسـات الأخـرى) من أجل تحســين القــدرة التنافســية بها وتعظيم الاستفادة من سلاسل القيمة العالمية لدفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية بها.
