ما هو فيروس كرونا، ولماذا العالم قلق منه؟ وكيف سيؤثر على الاقتصاد؟

5 فبراير 2020 02:41 م

بحسب منظّمة الصحة العالمية، فيروس كرونا هو فيروس تاجي، وهي عبارة عن فيروسات من عائلة كبيرة جداً تدعى CoV، وهذه العائلة من الفيروسات تستطيع التسبب في أمراض تبدأ من الزكام العادي إلى الأمراض الحادة مثل السارس وميرس ومتلازمة الشرق الأوسط. لكن، ظهر مؤخّراً نوع جديد من هذه الفيروس وتطوّرت سلالته من نفس عائلة كورونا الكبيرة، ولم يكن معروفاً، وهذا يسبب مشكلة بين البشر، لأن الفيروس الجديد ليس له لقاح ولا علاج حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وأفادت أنباء عن إيجاد علاج للمرض الذي يسببه فيروس كرونا، والذي سيتم إتمامه خلال فترة قياسية قد تكون 14 يوماً فقط، لكن حتى الآن، ليس من المؤكّد بأن هذا العلاج سيتم بالتأكيد تصنيعه.

فايروسات عائلة كورونا هي في الأصل فيروسات تنتقل بين الحيوانات بحسب تعريف منظّمة الصحة العالمية لهذه العائلة من الفيروسات، لكن انتقلت للإنسان لتسبب أمراضاً خطيرة، مثل فيروس سارس الذي وصلت نسبة الوفاة بسببه إلى 9.6% من المصابين، وتتعدّى نسبة الوفاة في فيروس ميرس (متلازمة الشرق الأوسط) الـ 34%. أما فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين 2019-nCoV فنسبة الوفاة بسببه تعتبر قليلة مقارنة في المرضين الآخرين، حيث أن نسبة الوفاة في فيروس كرونا الجديد تقارب الـ 2%.

لكن، يجب أن نعلم بأن انفلونزا H1N1 التي أقلقت العالم سابقاً، كانت نسبة الوفاة بسببها 0.02%، وبذلك يكون معدّل الوفيات من الإصابات بفيروس كورونا الصيني أعلى بكثير منها.

من جهة أخرى، يجب أن نعلم بأن معضلة فيروس كرونا الصيني ليس معدّل الوفيات، فكما نرى فإن المعدّل أقل كثيراً من فيروسات قاتلة في العالم مثل فيروس إيبولا الذي بلغت نسبته الوفاة ببعض سلالاته الـ 90%، وفي المتوسط 50%، أو فيروس سارس الذي تبلغ نسبة وفاته أضعاف فيروس كرونا الصيني. إذن ما هي المعضلة؟

المعضلة الحقيقية في فيروس كرونا هي الانتشار، حيث إن انتشار فيروس كرونا يبلغ بين 3 و4، أي أن كل شخص مصاب في المرض، يستطيع أن يسبب عدوى لثلاث أو أربع أشخاص آخرين. والمشكلة الأخرى في الفيروس هو أن المصابين الذين لا تظهر أعراض عليهم، يستطيعون نقل العدوى، وهذا أمر لا يحصل في أغلب الأمراض الأخرى، مثل الأنفلونزا التي لا تنتقل إلا بعد ظهور الأعراض.

انتشار إنفلونزا H1N1 يبلغ بحسب منظّمة الصحة العالمية 1.2 إلى 1.6، وهنا نرى المفارقة عند مقارنة فيروس كرونا بأنفلونزا H1N1 المعروفة بأنفلونزا الخنازير.

يسبب فيروس كرونا مثله مثل أغلب الفيروسات من هذه السلالة أمراضاً مرتبطة في الجهاز التنفسي، مسبباً التهاب رئوي حاد قد يؤدي للوفاة. وتشابه أعراض الإصابة به أعراض الإنفلونزا الموسمية العادية أو حتى الزكام، فبعض الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم أي علامات إصابة بمرض خطير، بل يكون على شكل زكام عادي. لكن، الأقل مناعة تظهر عليهم أعراض قاتلة تشمل التهاب رئوي حاد، وفشل في الأعضاء مثل فشل الكلى.

بأخذ نسبة الانتشار البالغة حالياً 3 إلى 4 شخص، إلى جانب نسبة الوفاة البالغة الآن 2%، سنلاحظ بأنه لو أصيب بهذا المرض مليوناً فقط، ستكون نسبة الوفاة 200 ألف شخص! وهذا كفيل في إضعاف أي اقتصاد في العام!

ولا تقف مشاكل فيروس كرونا على تأثيره على الوفاة، بل إن إجراءات العالم لعزل الصين، وتشديد القيود على السفر، إلى جانب عزل مدن فيها عشرات الملايين من المواطنين الصينيين، ظروف ستضرب بالاقتصاد الصيني، وقد خفّضت العديد من الجهات توقعات نمو الاقتصاد الصيني لمستويات بين 5.4% و5.5% هذه السنة، بخفض من مستويات 6.1% لنمو العام الماضي. وتشير التقديرات إلى أن نمو الاقتصاد العالمي سيتأثّر سلباً وينخفض بنسبة 0.1% -0.3% ، هذا في حال توقّف انتشار الفيروس بالفعل هذا الشهر.

ومن المتوقّع أن يتم إنتاج لقاح للفيروس، أو على الأقل علاج له خلال فترة قصيرة، لكن حتى يومنا هذا، وصلت عدد الإصابات في العالم أكثر من 24600 حالة، بعدد وفيات 493 حالة، أغلبها في الصين، مما يظهر أهمية متابعة قضية فيروس كرونا الجديد الذي سيضرب في النمو الاقتصادي الصيني لا محالة، على الأقل خلال الربع الأوّل من هذه السنة.

الأوسمة: