أسواق الأسهم تقول لنا بأن نهاية فيروس كورونا باتت قريبة!

أسواق الأسهم تقول لنا بأن نهاية فيروس كورونا باتت قريبة!

7 أبريل 2020 04:34 م

بدأت أسواق الأسهم الأمريكية انهياراها بعد تحقق القمّة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي في الـ20 من شهر فبراير الماضي، وهبط مؤشر الأسهم الـ500 الكبرى في الولايات المتحدّة بشكل حاد جداً من مستويات 3397 إلى 2183 نقطة تقريباً، ليفقد خلال الفترة الممتدة من ذلك التاريخ إلى الـ23 من شهر مارس الماضي أكثر من 35% من قيمته. وبالفعل، كان وقتها فيروس كورونا قد انتشر بشكل كبير في الصين، لكن في الـ17 من فبراير، بدأ انتشار الفيروس يتناقص في الصين بشكل ملموس، حيث انخفض عدد الإصابات القائمة من الذروة 58 ألف إصابة قائمة حين وصل عدد الإصابات الكلّي إلى 72400 تقريبا.

في الولايات المتحدّة، نجد بأن الانتشار بدأ بتسارع في الـ10 من شهر مارس، أي بعد حوالي 19 يوماً من بداية الانهيار في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. شهدنا في العاشر من مارس الماضي ارتفاع عدد الإصابات الكلي في الولايات المتحدة بمقدار 290 حالة، وارتفع عدد المصابين القائمين من 663 في التاسع من مارس إلى 949 حالة قائمة في العاشر من مارس، وهذه كانت أوّل قفزة نوعية في الأعداد، وبعدها بدأ الانتشار الكبير والسريع.

كان هنالك فترة زمنية بين بداية الانهيار في أسواق الأسهم والانتشار المتسارع لفيروس كورونا في الولايات المتحدّة. وهنالك نظرية اقتصادية تشير إلى أن أسواق الأسهم تسبق في انهيارها الركود الاقتصادي بفترة تمتد بين 3 أشهر إلى 6أشهر في أغلب الأحيان. ويبدو أن الاقتصاد الأمريكي متوجّه للركود بالفعل. لكن، هل نستطيع ربط ما يحصل في أسواق الأسهم حالياً مع شيء غير الدورة الاقتصادية؟ هل من الممكن تطبيق بداية ونهاية تسارع انتشار فيروس كوفيد19 مع أسواق الأسهم؟

سيسبب فيروس كوفيد 19 ركوداً اقتصادي عميق جداً في عديد من الدول حول العالم، ومنها الولايات المتحدّة الأمريكية. لذلك، يعتبر الفيروس هو المحفّز للركود، وبالتالي ربما تتجاوب معه مؤشرات الأسهم، لكن بشكل أسرع من التحوّلات الاقتصادية (3 – 6 أشهر)، وربما نكون أمام تغيّر فعلي في توجّه أسواق الأسهم.

بدأ مؤشر ستاندرد آند بورز بالارتفاع في الـ23 من الشهر الماضي مارس، ليحقق ارتفاعاً كبيراً مستمرّاً حتى هذا اليوم. والارتفاع في مؤشرات الأسهم لو تم ربطه في الدورة الاقتصادية، يشير إلى اقتراب نهاية الركود الاقتصادي في فترة بين 3 أو 6 أشهر. لذلك، ربما يكون الارتفاع الذي يحصل في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بالفعل دلالة على أن فيروس كورونا قد وصل ذروة تسارع انتشاره في الولايات المتحدّة، وربما يبدأ التباطؤ في الانتشار.

قد لا يعني تباطؤ الانتشار بداية الانخفاض في أعداد المصابين القائمين، لكن التباطؤ في الانتشار يعتبر الخطوة الأولى قبل السيطرة على الجائحة وعودة الأمور على ما كانت عليه. ومن الرائع ملاحظة أن انتشار فيروس كورونا وصل ذروته في الولايات المتحدّة في الـ 4 من هذا الشهر أبريل، أي بعد 11 يوم من بداية ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500. طبعاً، لم يكن حينها أحد يعلم بأن تسارع الانتشار سيتوقّف!

ووصل أكبر عدد إصابات يومية في الولايات المتحّدة إلى 34196 حالة مسجّلة، وهي كما أشرنا بتاريخ 4 أبريل الجاري، وبذلك بقياس الفترة الزمنية مع بداية انتشار فيروس كورونا المتسارع في الولايات المتحدّة الذي سبقه بداية انخفاض الأسهم بحوالي 19 يوم، والآن نحن في موجة صاعدة في مؤشرات الأسهم، بدأت قبل 10 أيام من الذروة المتحققة للانتشار، وهذه الحركة تجعلني أعتقد بأن هنالك أمر مهم يحصل، وأن مستقبل انتشار فيروس كورونا لا يبدو سيئاً جداً، إذ أن تباطؤ عدد الإصابات لو استمر خلال الأيام القليلة المقبلة، سنكون بالفعل أمام تغيّر جذري في انتشار الفيروس في الولايات المتحدّة، واستمرارية في ارتفاع مؤشرات الأسهم.

بالتالي، ولو فعلاً ارتبطت أسواق الأسهم الأمريكية بمعاملات ارتباط عكسية (سلبية) مع انتشار فيروس كورونا، فيبدو بأن نهاية فيروس كورونا أصبحت قريبة، وأن الانتشار سيبدأ بالتباطؤ، ثم تبدأ أعداد الإصابات القائمة في الانخفاض تدريجياً كدلالة على السيطرة على الجائحة.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط