اجتماع منظّمة أوبك+ اعتبارات وسيناريوهات وأمال اتفاق

اجتماع منظّمة أوبك+ اعتبارات وسيناريوهات وأمال اتفاق

9 أبريل 2020 01:22 م

اجتماع منظّمة أوبك+، ماذا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ؟

سيكون اليوم مهماً جداً لأسواق النفط، فالدول المنتجة الكبرى للنفط سوف تجتمع من أجل مناقشة الخفض في الإنتاج ودفع الإنتاج للاستقرار، فالإنتاج الكبير يصاحبه من جهة أخرى انخفاض قوي في الطلب العالمي. منظّمة أوبك وروسيا سوف يجلسون على طاولة المفاوضات مرّة أخرى اليوم الخميس، قبل اجتماع وزراء الطاقة من دول مجموعة الـ20 يوم غد الجمعة. وسوف تعتمد حركة الأسعار بالنسبة للنفط على فيما إذ تحقق الاتفاق، وفي حال تم ذلك، فستعتمد أيضاً حركة الأسعار في أسواق الطاقة على مقدار الخفض في الإنتاج. بصورة أكثر شمولية، حتى لو تم الخفض بما هو متوقّع، لن يكون ذلك سبباً لأن تستقر الأسواق، فهنالك العديد من السيناريوهات المتاحة.

أوبك ++ ؟

بعد الاجتماعات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وروسيا، انهارت المحادثات الشهر الماضي، فكلا الجانبين اتخذ موقفاً هجومي، مما سبب توجّه الدول لزيادة الإنتاج بشكل كبير، وتم إغراق الأسواق في الإنتاج الكبير، في محاولة للضغط على الدول التي تتطلّب فيها الإنتاج تكاليف عالية. في نفس الوقت، العديد من الدول واجهت انخفاضاً كبيراً في الطلب، بفعل إجراءات الحكومة للحجز لمواجهة فيروس كورونا، وبالتالي حصل انخفاض حاد بأسعار النفط، بسبب الانخفاض الكبير في الطلب. وانخفض سعر النفط الأمريكي الخفيف لمستويات الـ19.30 دولار، وانخفضت أسعار عقود نفط برنت لمستويات حول 25 دولار للبرميل الواحد.

لكن، الانخفاض الكبير بالأسعار لا يفيد أحداً، خصوصاً شركات الطاقة الأمريكية، والتي في الأصل كانت تعاني من مديونية عالية قبل الأزمة، وهذا ما قد يجعل حالات إفلاس عديدة قادمة في الطريق. لذلك، طالب الرئيس الأمريكي بأن تعود كل من السعودية وروسيا للجلوس على طاولة المفاوضات، واعداً بأنه توسّط بينهما من أجل خفض إنتاج جماعي بمقدار 10 مليون – 15 مليون برميل يومياً، لدعم أسعار النفط ولتعود وترتفع.

وأشارت كل من روسيا والسعودية إلى أنهما يرغبان في الجلوس على طاولة المفاوضات مرّة أخرى، لكن كانا واضحين بأنهما يرغبان بأن تنضم دول أخرى خارج منظّمة أوبك، وخارج الحلفاء في أوبك+ في خفض الإنتاج، كإشارة لرغبة بأن تشارك الولايات المتحدّة وكندا والمكسيك ونيجريا في خفض الإنتاج.

هل سيتم خفض الإنتاج بالفعل؟

من المرجّح بالفعل أن يتم خفض الإنتاج، لكن هنالك حالة من عدم اليقين تسود المتابعين لهذا الحدث المهم، كل الحكومات التابعة للدول المنتجة لها أسباب تدفعها لمحاولة جعل المحادثات تنجح. حتى المملكة العربية السعودية وروسيا اللتان تستطيع كل منهما تحمّل الأسعار المنخفضة لفترة أطول بسبب تكاليف الإنتاج المنخفضة نسبياً، إلا أن كلاهما لا يرغب بتدمير المنتجين الأمريكيين الصغار، وعندها ربما تقوم الشركات الكبيرة بشراء أو الاستحواذ على الشركات الصغيرة، بأسعار قليلة جداً، مما يعني إعادة هيكلة كاملة لقطاع النفط في العالم، وتصبح الولايات المتحدّة أكثر تنافسية على المدى الطويل.

السؤال الحقيقي هل سيقدم الاتفاق الكثير للأسواق ويجعل الأسعار ترتفع؟

حتى لو تم الاتفاق بشكل سلس، وداوم الجميع على خفض الإنتاج، يبدو أنه من المستحيل حالياً أن يتم خفض الإنتاج بأكثر من 10 ملايين برميل يومياً. في الحقيقة، قد نرى بعض المعضلات ت حصل في الاجتماع، في محاولات لوصول قيم خفض أكبر.

هل سيكون الخفض بواقع 10 مليون برميل يومياً من الإنتاج الحالي الذي تقدمّه الدول قادر على إحداث فارق؟ 10 ملايين برميل يومياً يعتبر أكبر بـ 3 مليون برميل فقط من الاتفاق الذي كانت الدول تسعى إليه سابقاً، وهو خفض بواقع 7 ملايين برميل يومياً.

وحتى لو تم خفض الإنتاج بواقع 10 ملايين برميل يومياً، فمن المرجّح أن لا يكون ذلك قادراً على إعادة الاستقرار لأسواق النفط. لا توجد حالياً بيانات واقعية تظهر مدى الانخفاض في الطلب العالمي، وما هي مقدار الضربة التي تعرّض لها الطلب العالمي على النفط، لكن التقديرات تشير لاحتمال لأن يكون الضرر مقداره بين 20 إلى 30 مليون برميل يومياً من الانخفاض في الطلب العالمي. لذلك، لن يكون خفض الإنتاج بواقع 10 مليون برميل قادر على إعادة الاستقرار لأسواق الطاقة. وبذلك، ستبقى الأسواق تعاني من فائض الإنتاج. بكلمات أخرى، لن يكون الاتفاق لو تم اليوم العلاج لمشاكل أسواق الطاقة والمنقذ لها، لكنها قد تعتبر ضمادة على جروح أسواق الطاقة.

سيناريوهات متعددة للأسواق ستحصل

بعد كل ما سبق، لا نستطيع أن نكون متفائلين كثيراً في أسواق النفط، في وقت قد يكون فيه من المحتمل جداً أن يتم إتمام اتفاق هذا الأسبوع، لكن قد لا يكون تقليص المعروض الذي سيتم الاتفاق عليه قادر على يوازن انخفاض الطلب العالمي. لذلك، من الممكن لأسعار النفط أن ترتفع بداية، لكن هنالك مخاطر بأن يكون أي ارتفاع في الأسعار محدود زمنياً، ولا تؤثر إلا على المدى القصير. الخفض الذي سيكون مخيّباً للآمال هو خفض الإنتاج بأقل من 10 مليون برميل، عندها قد نرى ارتفاع محدود جداً في أسعار النفط، لكن ليس لفترة طويلة، ويعود السعر للانخفاض. ونبدأ بالتركيز على مستويات الدعم حول 24 دولار و22 دولار بالنسبة للنفط الأمريكي الخفيف.

في حال لم يتم الاتفاق بتاتاً، ربما نشهد عندها حركة درامية في الأسواق، وقد نرى انخفاضاً في الأسعار لمستويات قد تصل إلى 19.30 المتمثّلة بالقاع السابق، يتبعه أيضاً كسر لهذا المستوى واستمرار بالانخفاض.

السيناريو الوحيد الذي قد يكون سبباً في موجة صاعدة قوية على أسعار النفط، هو خ فض بالإنتاج بأكبر من التوقعات، لنقل مثلاً خفض بالإنتاج بـ15 مليون برميل أو أكثر، وعندها قد نرى سعر النفط الأمريكي الخفيف يتجه صعوداً لمستويات فوق 29 دولار، وبعدها إعادة اختبار لمستويات 30 – 31 دولار للبرميل الواحد. لكن حتى في هذه الحالة، يجب أن نعلم بان الأسواق سوف تبقى مشبعة بالشراء، وهذا ما قد يكون لاحقاً سبباً لأن نرى نشوء اتجاه صاعد حقيقي على أسعار النفط.

ويجيب أيضاً النظر إلى أنه حتى لو تم إقرار اتفاق لخفض كبير في الإنتاج، فكيف سوف يتم مراقبة الالتزام بالاتفاق بالفعل، وما ي الآلية لتحقيق ذلك، وهل ستلتزم الدول بالفعل في هذا الاتفاق. الامتثال للاتفاقيات في إنتاج النفط في كثير من الأحيان يتخلله مشاكل وعدم التزام كامل في بعض الأحيان.

الدولار الكندي قد يكون أهم مؤشر لأسعار النفط

في سوق تداول العملات الأجنبية، آخذين بعين الاعتبار بأن كندا تعتمد كثيراً على صادرات النفط، تنعكس حركة أسعار النفط على الدولار الكندي، وقد يكون الدولار الكندي مؤشراً مهماً لتوجهات أسعار النفط. ومع المخاطر في حصول خيبات أمل، فذلك قد يعني تأثّراً سلبي للدولار الكندي في حال شهدنا فشلاً في الاتفاق أو اتفاقات غير مرضية.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط