لماذا تنخفض أسعار الذهب رغم الحاجة لملاذ آمن مع تفشّي فيروس كورونا؟

لماذا تنخفض أسعار الذهب رغم الحاجة لملاذ آمن مع تفشّي فيروس كورونا؟

16 مارس 2020 04:15 م

تفاجأ الكثير من المتداولون في الأسواق المالية بانخفاض أسعار الذهب، حيث انخفضت الأسعار اليوم الإثنين بأكثر من 120 دولار من الأعلى المتحقق عند سعر 1575 دولار. وارتفعت أسعار الذهب لحظة الافتتاح مع توجّه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض الفائدة بشكل حاد، وبمقدار 100 نقطة أساس. لكن، سرعان ما انخفضت بسرعة مع عمليات بيع مكثّفة حصلت للذهب.

ويعتقد الكثير من المتداولون بأن الذهب كان يجب أن يرتفع مع انهيار أسواق الأسهم إلى جانب توقّعات الركود في الاقتصاد العالمي. لكن بالنظر إلى التاريخ أعوام 1987 و2001 وكذلك 2008، سنجد بأن أسعار الذهب انخفضت خلال انخفاض أسواق الأسهم، قبل أن تعود للارتفاع من جديد.

عام 2008، انخفض سعر الذهب من الذروة عند 1032 دولار شهر مارس، ليلامس الأدنى عند 681 دولار شهر أكتوبر، وبعدها عاد لارتفاع كبير. وانخفض سعر الذهب شهر سبتمبر 2001 من الأعلى 295 دولار ليلامس الأدنى 272 دولار. في عام. لذلك، نلاحظ بأن بداية الأزمات لاقتصادية وخلال الانهيارات في أسواق الأسهم، تنخفض أيضاً أسعار الذهب قبل أن تعود للارتفاع بشكل كبير.

وانخفضت أسعار الذهب خلال الشهر الحالي مارس 2020 من الأعلى فزق 1700 دولار بحوالي 14.7%، حيث أننا نرى حالة من القلق الكبير تحوم في الأسواق، تجبر المتداولين على جني الأرباح لتوفير السيولة من كل أنواع الاستثمارات، حتى استثمارات الملاذ الآمن.

والعديد من مدراء المحافظ الاستثمارية قاموا ببيع أصول الذهب إلى جانب أصول الاستثمار مرتفع العائد مثل الذهب، حيث أن إدارة المخاطر في المحافظ الاستثمارية تتطلّب امتلاك كميات من الذهب بنسب ثابتة تقريباً من الاستثمار مرتفع العائد، وبذلك عندما يتخلّص مدراء المحافظ من الاستثمارات مرتفعة العائد، نجدهم يهرعون أيضاً لبيع الذهب. كما أن الصناديق المتداولة شهدت عمليات جني أرباح كبيرة للوفاء بالتزامات السحب من المتداولين والمستثمرين فيها.

لذلك، من الطبيعي أن نلاحظ انخفاضاً في أسعار الذهب حتى مع انهيارات أسواق الأسهم، ولعل الانخفاض قد يكون أكثر قوّة في أسعار الذهب مع بداية عمليات جني الأرباح في أسواق العائد المرتفع، بسبب عمليات البيع التي يجب أن يقوم فيها مدراء المحافظ الاستثمارية لمعادلة الأصول ذات المخاطرة.

لكن بعد كل مرّة ينخفض فيها سعر الذهب مع انخفاض أسواق العائد المرتفع، يعود الطلب عليه من جديد. خصوصاً في حال الأزمات الاقتصادية وتوجّه البنوك المركزية لسياسات خفض الفائدة والتيسير النقدي والكمي كما حصل عام 2008-2009 بعد انخفاض أسعار الذهب. لذلك، من الممكن أن تعود أسعار الذهب لدخول اتجاه صاعد ملموس خلال الفترات المقبلة، لكن في نفس الوقت، سنحتاج الآن لتحديد مناطق قيعان محتملة قبل أن يبدأ الاتجاه الصاعد من جديد.

بحسب التحليل الفني، مستويات بين 1430 و1365 تعتبر مستويات تصحيح 50% و61.8% على التوالي للموجة الصاعدة التي بدأت من سعر 1160 إلى سعر 1703، لذلك من الجيد أن راقب تلك المستويات، إذ أن ثبات تلك المستويات قد يكون دافعا ًلموجة صاعدة جديدة. لكن على المدى القصير، لا يجب أن نستبعد مزيداً من الانخفاض في أسعار الذهب، مع استمرار عمليات البيع على المعدن الثمين في ظل الحاجة للنقد مع انخفاض أسواق العائد المرتفع واستمرار تفشّي فيروس كورونا.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط