خلال نهاية تعاملات الاسبوع الماضي تحديداً, كانت هناك بعض الاحداث والارقام الاقتصادية التي تم الاعلان عنها والتي غيرت من توقعات الاسواق للعديد من الاصول في الاسواق واتجاهاتها المحتملة خلال الشهرين المقلين.
البنك المركزي الأوروبي يقرر تمديد التيسير الكمي
سجل اليورو أسوأ اداء امام الدولار الاميركي منذ 16 شهراً تقريباً, وذلك بعد ان قرر البنك المركزي الاوروبي ان يمدد برنامج التيسير الكمي الى العام المقبل 2018, وهو الشيء الذي انهى التوقعات التي كانت تتحدث عن احتمالية رفع اسعار الفائدة خلال العام المقبل.
قرر البنك المركزي الاوروبي ان يمدد برنامج التيسير الكمي لمدة تسعة اشهر اضافية حتى سبتمبر من العام المقبل, كما ابقى الباب مفتوحاً امام المزيد من المشتريات بعد ذلك التوقيت ايضاً. على الرغم من ذلك, قال البنك انه سيخفف البرنامج الحالي بمقدار النصف الى مستويات 30 مليار يورو ابتداءً من يناير المقبل.
بشكل عام, اظهر البنك المركزي الاوروبي لهجة سلبية واكثر مما كانت تتوقعه الاسواق, وهو ما يعتبر قراراً ذكياً لتفادي ارتفاع اليورو اكثر من المستويات المرتفعة التي وصلت اليه العملة الموحدة خلال العام الجاري.
قرار البنك المركزي الاوروبي يأتي بعد خمسة اسابيع من قرار الفدرالي الاميركي والذي اعلن عن خطة اخفض ميزانيته العام التي وصلت الى 4.5 تريليون دولار من السندات والتي وصلت الى هذا الحد بعد الاعلان عن ثلاث برامج للتيسير الكمي في السابق.
وفي ظل خطة الفدرالي لخفض الميزانية العامة, ومع استمرار برنامج التيسير الكمي من المركزي الاوروبي, والذي قد يعود لتخفيفه في يناير المقبل, ففي الغالب ما سنشهد المزيد من التراجعات لليورو خلال الاشهر القليلة المقبلة.
نظرة سلبية جديدة على اليورو مقابل الدولار
من الناحية التقنية على الاقل, تم تأكيد نموذج سلبي على المستوى اليومي لليورو مقابل الدولار, وهو نموذج رأس وكتفين على المستوى اليومي, وتم تأكيد هذا النموذج بعد كسر اليورو لخط العنق خلال تداولات يوم الخميس والجمعة الماضيين.
في الوقت الحالي, وصل اليورو الى مستويات التصحيح بواقع 50% , وذلك بعد انخفاضه من اعلى مستويات العام الجاري الى ادنى مستويات يوم الجمعة. ومع وجود نموذج الرأس والكتفين السلبي, فمن المتوقع ان نشهد المزيد من التراجعات نحو مستويات التصحيح 61.8% عند مستويات 1.1496 تتبعها مستويات 1.1330 تقريباً, والتي تمثل مستويات التصحيح بواقع 78.6% على المستوى اليومي ايضاً.
الاقتصاد الأميركي ينموا بواقع 3% متفوقاً على التوقعات
اظهرت ارقام الناتج المحلي الاجمالي الاميركي نمو الاقتصاد بواقع 3% خلال الربع الثالث من العام الجاري, متفوقاً على توقعات الاسواق التي كانت تشير الى نموٍ قدره 2.5%, وأقل من القراءة السابقة للربع الثاني من العام الجاري التي كانت عند مستويات 3.1%, والتي كانت تعتبر أعلى نسبة نمو يسجلها الاقتصاد الاميركي منذ الربع الاول من العام 2015.
الداهم الاكبر للارتفاع في معدلات النمو اتى من حلال الانفاق الاستهلاكي الاساسي, بالاضافة الى مخزونات القطاع الخاص الاستثمارية, فضلاً عن الاستثمارات الثابتة لغير المقيمين, كما شهدت الصادرات ارتفاعاً واضحاً مع ارتفاع في انفاق الحكومة الفدرالية, والتي غطت على التراجعات التي سجلت في الاستثمارات الثابتة من قطاع العقار بالاضافة الى تراجع انخفاض الحكومات المحلية.
معدل النمو الاميركي كان قد سجل متوسط نموٍ 3.22% من الفترة ما بين العام 1947 حتى العام 2017, حيث كانت اعلى قراءة للنمو على المستوى الفصلي في الربع الاول من العام 1950 عند مستويات 16.9%, بينما كانت أسوأ قراءة في الربع الاول من العام 1958 عندما انكمش الاقتصاد بواقع -10%.
تأكيد نموذج رأس وكتفين إيجابي للدولار الأميركي
اخيراً استطاع المؤشر العام للدولار الاميركي العودة للارتفاع وليؤكد على نموذج ايجابي على المستوى اليومي, وهو ما يرفع احتمالات ان نشهد المزيد من الارتفاعات خلال الايام المقبل.
بالنظر الى الرسم البياني على المستوى اليومي, هناك نموذج رأس وكتفين مقلوب ايجابي قد تم تأكيده خلال تداولات الاسبوع الماضي, وذلك بعد قرار البنك المركزي الاوروبي. بالاضافة الى ذلك ايضاً, يتداول المؤشر العام للدولار في منطقة التصحيح ما بين 50% و 61.8% من الانخفاض الاخير على المدى المتوسط كما هو موضع بالرسم, حيث ان المنطقة تتمركز ما بين مستويات 94.47 و 95.25, والتي يجب متابعتها بحذر.
وفي ما لو تم اختراق هذه المستويات, فهذا من شأنه ان يرفع من الاحتمالات بأن نشهد المزيد من الارتفاعات والتي قد تصل الى مستويات 96.43, والتي تمثل مستويات التصحيح بواقع 78.6% على المستوى اليومي.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
