اليوم الاول في تداولات الاسبوع الجديد يأتي مع القليل من الارقام الاقتصادية المهمة, سواء خلال الجلسة الاسيوية او الاوروبية والاميركية ايضاً.
على الرغم من ذلك, إلا انه وخلال فترة عطلة نهاية الاسبوع, كان هناك بعض الاخبار والاحداث التي في الغالب ما سترفع من تذبذب الاسواق خلال تداولات اليوم على الاقل, بما فيها حالة التوتر السياسي في اسبانيا وانتخابات مجلس النواب في اليابان.
انتخابات مجلس النواب في اليابان
على الرغم من كل التقارير الماضية التي كانت تتحدث عن تدهور في نسبة شعبية حكومة رئيس الوزراء الحالي شنزو ابي في اليابان, إلا ان نتائج الانتخابات التي حصلت في نهاية الاسبوع قد اثبتت العكس تماماً.
تحالف رئيس الوزراء الياباني شنزو ابي قد استطاع تحقيق نصر كبير في الانتخابات التي عقدت يوم الاحد وذلك طبقاً للارقام المبكرة للانتخابات.
السيد شنزو ابي اعلن عن الانتخابات في 25 سبتمبر الماضي, وذكر في ذلك الوقت ان يحتاج الى تفويض جديد من الشعب للتعامل مع الازمة الوطنية على حسب قوله التي تواجه اليابان.
فوز تحالف رئيس الوزراء الياباني شنزو ابي في الانتخابات هذا الاسبوع يرفع من رصيده واحتمالات ان يستمر في منصبه لولاية ثالثة كزعيم لحزبه والذي سيتم التصويت عليه في سبتمبر المقبل.
وفي ما لو حصل على التصويت من قبل الحزب بالفعل, سيكون رئيس الوزراء الياباني هو أطول رئيس في المنصب تاريخ اليابان منذ ان تم انخابه في العام 2012.
حالة التوتر في اسبانيا ستزداد سوءً
اعلن رئيس الوزراء الاسباني ماري راخوي خلال يوم السبت الماضي عن استخدام مواد الدستور الخاصة لكي ينهي عمل الحكومة في اقليم كتالونيا, بالاضافة الى الاعلان عن انتخابات جديدة في الاقليم لوقف عملية الانفصال عن اسبانيا.
رئيس اقليم كتالونيا بدوره والذي اعلن عن استقلال رمزي نوعاً ما في يوم 10 اكتوبر الماضي, بعد الاعلان عن نتائج الاستفتاء, قال ان استخدام مواد الدستور الخاصة من قبل رئيس الوزراء هو اعنف وأسوأ اعتداء على الشعب الكتلوني منذ حقبة الجيش الدكتاتوري في اسبانيا.
تصويت مجلس الشيوخ الاسباني المقبل على تفعيل مواد الدستور الخاصة ستمنح مدريد بحكم الدستور والقانون السيطرة الكامة على كل من قطاعات المالية والشرطة والاعلام المحلي, وستعطي مدريد الحق في وقف سلطة البرلمان الكتلوني لفترة ستة اشهر كحد اقصى, حيث سيتم التصويت على هذه القرارات من قبل مجلس الشيوخ يوم الجمعة المقبل.
خلال ساعات الصباح الاولى لليوم, قال نائب رئيس الوزراء الاسباني بأن الحكومة المركزية في مدريد لم يكن لها اي اتصال مع حكومة اقليم كتالونيا منذ السبت الماضي, وذكر ان الحكومة المركزية ستختار شخص وحيد ليحكم الاقليم الكتلوني لفترة مقتة فقط قبل الانتخابات في الاقليم.
كما ذكر ايضاً ان زعيم الاقليم الحالي سيخسر كامل سلطاته, ولن يحصل على اي رواتب بمجرد ان يقوم مجلس الشيوخ على الموافقة على التدخل المباشر في الاقليم.
ماذا يعني كل ذلك؟
الانتخابات اليابانية اصبحت خلفنا الان, لكنها بالنهاية تعني الكثير للاسواق. مؤشر نيكاي 225 الياباني استطاع الارتفاع اليوم بأكثر من 1.1%, حيث ان شنزو ابي لازال يوعد الاسواق بمزيد من اجراءات التحفيز الاقتصادي, والان وصل مؤشر السوق الياباني الى اعلى مستوى له منذ العام 1998, بينما سجل الين الياباني تراجعات واضحة امام الدولار ليصل الى ادنى مستوى له امام الدولار منذ يوليو الماضي عند مستويات 114.0.
إلا ان تأثير الانتخابات على الاسواق في الغالب نا سيستمر خلال الفترة المقبلة, مع احتمالية ان نشهد اختراق لمستويات 114.0, وهو الشيء الذي قد يدفع الين نحو مستويات جديدة قد تصل الى مستويات 114.30 تتبعها مستويات 114.70.
أما عن اسبانيا, فكل شيء متعلق باليورو بالتأكيد, وعلى الرغم من ان اليورو استطاع الارتفاع خلال بداية الجلسة الاوروبية, إلا انه عاد الى الانخفاض من جديد الى ادنى مستويات الجلسة.
على الرغم من ذلك, إلا ان حالة عدم الاستقرار في اسبانيا في الغالب ما ستتطور بشكل اكبر خلال الايام المقبلة, خصوصاً في ظل نية حكومة مدريد المركزية بالتدخل بشكل مباشر في كتالونيا وذلك طبقاً لرئسي الوزراء. وعليق, فمن الممكن ان نشهد المزيد من الضغط على اليورو خلال الفترة المقبلة, على الاقل حتى قرار البنك المركزي الاوروبي المنتظر هذا الاسبوع والذي من المتوقع ان يسحب المزيد من السيولة من الاسواق, وفي الوقت الحالي, سنبقي النظر على مستويات 1.1725 والتي تعتبر مستويات دعم مهمة والتي لازالت صامدة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
