الأسواق في حال من عدم اليقين حول ادارة الفدرالي الاميركي

24 أكتوبر 2017 10:46 ص

قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان يغري الاسواق قليلاً خلال تعاملات يوم امس من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر, حيث قال انه قريب جداً جداً لاتخاذ قرار ادارة الفدرالي التالية, دون ان يوضح في ما لو ستكون جانيت يلين احد المرشحين للمنصب.

على الرغم من ذلك, جانيت يلين رئيسة الفدرالي الاميركي الحالية كانت في البيت الابيض خلال الاسبوع الماضي, والعديد من التقارير رجحت ان الادارة الاميركية الحالية ارادت شكرها على ما قدمته خلال الفترة الماضية. إلا انها لازالت على لائحة المرشحين طبقاً للعديد من وسائل الاعلام ومراكز الاحصاءات, لكنها تتربع على قائمة الاقل حظاً من بين المرشحين ايضاً.

التأثير على الأسواق

ادت تغريدة ترامب الى التأثير على الاسواق والتي تحركت بشكل عشوائي نوعاً ما, حيث ارتفعت اسعار الذهب بينما انخفض الدولار مع تراجع اسواق الاسهم والمؤشرات الاميركية حتى نهاية الجلسة, بينما كانت شركات التكنولوجيا اكبر الخاسرين خلال تداولات الامس.

استطاع الذهب الارتفاع منذ التغريدة الى ما فوق مستويات 1280 دولار للاونصة من جديد, بينما استمرت في التداول دون مستويات المقاومة المهمة والمتمركزة عند مستويات 1283 دولار حتى لحظة كتابة هذا التقرير. وحتى اللحظة, لازال الذهب يتداول في نفس النطاق تقريباً منذ تعاملات الاسبوع الماضي دون وجود اشارات واضحة على الاتجاع المقبل.

وفي نفس الوقت, استقر المؤشر العام للدولار الاميركي طوال الفترة الماضية دون مستويات المقاومة والتي لازالت تتمركز عند مستويات 94.0 وذلك حتى لحظة كتابة هذا التقرير, وذلك بعد ان ان افتتح تداولات الاسبوع على فجوة سعرية نحو الاعلى.

إلا ان هناك منطقة مقاومة مهمة على المتداولين الانتباه اليها خلال الفترة المقبلة والتي تتمركز ما بين مستويات 93.85 ومستويات 94.15, والتي لازالت صامدة امام اي ارتفاع للدولار منذ يوليو الماضي.

يحتاج الدولار الى اختراق واضح وصريح فوق تلك المنطقة بالكامل, مع اغلاق اسبوعي فوقها لكي نشهد تعديل للنظرة العامة الى ايجابية على المدى المتوسط, وعدا عن ذلك, فمن الممكن ان نشهد عودة للتراجع من جديد من المستويات الحالية نحو مستويات الدعم المتمركزة عند 93.60 على الاقل.

أرقام اوروبية ايجابية

خلال ساعات الصباح الاولى لليوم في دول الاتحاد الاوروبي, اتت بعض البيانات بشكل ايجابي وواضح, بما فيها ارقام مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات في كل من فرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي بشكل عام.

هذه  الارقام الصادرة اليوم لازالت تدعم سياسة البنك المركزي الاوروبي حول اهمية تخفيض برنامج التيسير الكمي الحالي خلال الاجتماعات المقبلة للبنك مع احتمالية انهاء البرنامج بالكامل مع نهاية العام الجاري.

ارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية للشهر الرابع على التوالي, ليسجل اعلى مستوى له لهذا العام واعلى مستوى منذ العام 2011.

وفي نفس الوقت, سجل مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات الفرنسي ارتفاعه الشهري الثاني على التوالي, وهو ما لم نشهده منذ العام الماضي, ليسجل في نفس الوقت اعلى مستوى له منذ ستة اشهر.

في المانيا, وعلى الرغم من تراجع مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية الى مستويات 60.5 من مستويات 60.6, إلا ان هذه القراءة لازالت ثاني اعلى قراءة منذ العام 2011 واقل من توقعات الاسواق التي كانت تشير الى انخفاض نحو مستويات 60.1.

كما تراجع مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات الالماني الى مستويات 55.2 من 55.6, لكن هذه القراءة لازالت ثاني اعلى قراءة للمؤشر لهذا العام.

الانتباه لليورو عند مستويات 1.1725

قبيل قرار البنك المركزي الاوروبي المنتظر خلال تداولات الاسبوع الجاري, على المتداولين الانتباه الى تداولات اليورو وخصوصاً قرب مستويات دعم مهمة, حيث ان هناك العديد من السيناريوهات الممكنة خلال الاسبوع الجاري.

على المستوى اليومي, يبدوا ان اليورو يبني نموذج رأس وكتفين سلبي, ويقوم الزوج حالياً بتشكيل الكتف الايمن, وقريب من المرحلة النهائية لكسر خط العنق والذي يتمركز حوالي مستويات 1.1720.

في ما لو تم كسر هذه المستويات, فهذا من شأنه ان يفتح المجال لمزيد من التراجعات قد تصل حتى مستويات 1.14 على المدى المتوسط.

على الرغم من ذلك, إلا ان هكذا انخفاض يحتاج الى حافز اساسي جديد, والذي قد يأتي من خلال قرار المركزي الاوروبي هذا الاسبوع, ففي ما لو قرر المركزي ابقاء السياسة الحالية دون تغير دون ان يتم خفض برنامج التيسير الكمي الحالي, فهذا من شأنه ان يعيد حركة البيع بشكل اكبر خلال الايام المقبلة.

وعلى عكس ذلك, وفي ما لو قرر البنك المركزي الاوروبي بالفعل سحب ما مقداره 20 مليار يورو من برنامج شراء الاصول, ووعد الاسواق من جديد بواقف البرنامج او سحب السيولة بشكل اكبر قبيل نهاية العام الجاري, فهذا من شأنه ان يؤدي الى عودة اليورو للارتفاع من جديد نحو مستويات المقاومة 1.1870 وحتى مستويات 1.20 خلال الاسبوع المقبل.

إعداد:

نور الدين الحموري

محلل مالي

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط