منذ بداية تداولات الاسبوع الجاري, سجل الدولار الاميركي المزيد من الانخفاضات امام جميع العملات العالمية, وذلك على الرغم من تقرير الوظائف الاميركي الذي تم الاعلان عنه يوم الجمعة الماضية, والذي اظهر ارتفاعاً كبيراً في معدلات الاجور, وهو ما دفع العقود الاجلة لمعدلات الفائدة الاميركية لتسعر احتمالية 87% بأن نشهد رفع لأسعار الفائدة بواقع 25 نقطة اساس في اجتماع الفدرالي في ديسمبر المقبل.
التراجعات للدولار اتت على الرغم من عدم وجود العديد من الارقام الاقتصادية المهمة, بينما يبدوا ان هذه التراجعات قد تكون إما عملية تصحيح تقنية, او انه استمرار جديد للاتجاه العام المنخفض الممتد منذ بداية العام.
نظرة تقنية على مؤشر الدولار
بالنظر الى الرسم البياني على المستوى اليومي للدولار, فمن الممكن ان نلاحظ ان حركة التصحيح نحو الاعلى استمرت حتى نهاية الاسبوع الماضي عندما اختبر المؤشر مستويات المقاومة 94.15, قبل ان يعود الى التراجع من جديد الاسبوع الماضي واغلق تداولات يوم الجمعة على شكل شمعة انعكاس سلبية على المستوى اليومي.
استمرت التراجعات ايضاً منذ بداية تداولات الاسبوع الجاري وحتى تداولات يوم امس, حيث سجل اكبر انخفاض يومي له منذ الاول من سبتمبر الماضي, ليصل المؤشر الى مستويات 93.20.
في الوقت الحالي, لازال المؤشر العام للدولار الاميركي يتداول فوق مستويات خط الاتجاه المرتفع على المدى القصير كما هو موضح على الرسم. مستويات الدعم المهمة اولاً تتمركز عند مستويات 93.0. تتبعها مستويات خطين الاتجاه المرتفعين على المستوى اليومي الموضحين على الرسم ما بين مستويات 92.80 ومستويات 92.50, وعلى المتداولين الانتباه الى هذه المستويات خلال الايام المقبلة.
وفي ما لو تم كسر هذه المستويات, فهذا سيعطي اشارة واضحة على ان حركة التصحيح التي قام بها الدولار نحو الاعلى منذ بداية سبتمبر الماضي قد انتهت, وان الاتجاه العام المنخفض قد عاود السيطرة على الاسعار من جديد.
وهذه التراجعات المتوقعة من الممكن ان تستمر حتى مستويات 92.26, والتي تمثل مستويات التصحيح بواقع 61.8% من الارتفاعات الاخيرة, وهذه المستويات قد تكون الفرصة الاخيرة للدولار للعودة الى الارتفاع, وفي ما لو فشل في ذلك, فمن الممكن ان نشهد المزيد من التراجعات نحو مستويات 91.70 تتبعها مستويات 91.0.
حوافز أساسية
على الرغم من ان هذا الاسبوع وحتى اليوم لازال هادئ في الولايات المتحدة الاميركية مع عدم الاعلان عن العديد من الارقام الاقتصادية المهمة, إلا ان الاهم لازال أمامنا خلال الايام المقبلة, والتي قد تعطينا المزيد من الادلة حول التحركات التالية.
تتمثل هذه الحوافز اولاً في محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي المنتظر الليلة, بالاضافة الى ارقام مؤشرات اسعار المنتجين يوم الخميس والاهم من ذلك مؤشر اسعار المستهلكين خلال تداولات يوم الجمعة وهو ما سيكون مفتاح تداولات الاسبوع المقبل.
خلال الاشهر القليلة الماضية, تراجعت معدلات التضخم بشكل تدريجي, ومؤخراً, انخفض احد افضل مؤشرات الفدرالي والذي يقيس معدل التضخم الذي يعترف به الفدرالي (مؤشر الانفاق الاستهلاكي الاساسي) لأدنى مستوى له منذ العام 2015. وعليه, فأي انخفاض في معدلات التضخم خلال تعاملات يوم الجمعة, لن يدعم توقعات الاسواق ولا الفدرالي بأن يتم رفع الفائدة في ديسمبر المقبل.
محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي المنتظر
تنتظر الاسواق اليوم الاعلان عن محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي في تمام الساعة 10:00 ليلاً بتوقيت دبي / 06:00 مساءً بتوقيت أبوظبي.
على الرغم من ذلك, إلا ان على المتداولين الانتباه بأن هذا المحضر قد لا يكون له أي تأثير كبير يذكر على الاسواق, خصوصاً وان هذا المحضر هو للاجتماع الماضي والذي كُتب قبل تقرير الوظائف الاميركي الاخير.
إلا ان اهم ما يجب التركيز عليه في هذا المحضر هو الشعور العام للاعضاء حول مدى دعمهم لفكرة رفع اسعار الفائدة في ديسمبر المقبل, وفي ما لو كانت النبرة ايجابية بشكل عام, فتقرير الوظائف هو بمثابة تأكيد على شعور الاعضاء العام, على الاقل حتى يتم الاعلان عن تقرير الوظائف التالي في بداية شهر نوفمبر, من يعلم, فمن الممكن ان يتم تعديل ارقام الاجور من جديد نحو الاعلى او حتى نحو الاسفل.
ولذلك, وفي ما لو اظهر محضر اليوم عدم اتفاق الاعضاء كما شهدنا في العديد من الاجتماعات خلال العام الجاري, فستبقى حالة عدم اليقين في الاسواق من جديد, حتى يتم الاعلان عن ارقام التضخم خلال تداولات يوم الجمعة, وهو الشيء الذي سيكون مفتاح تداولات الاسبوع المقبل.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
