هبوط الدولار مع إعادة تقييم سرعة رفع الفائدة الأمريكية

14 مايو 2018 02:45 م

انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية اليوم مع تضائل احتمالات أن يكون الفيدرالي الأمريكي متجّها لرفع شرس في أسعار الفائدة كما اعتقد الكثير من المتداولين، وحتى مع ارتفاع نسبة التضخم في الولايات المتحدّة الأمريكية إلى 1.9% بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الجوهري بحسب آخر البيانات، إلا أن تصريحات صدرت من عضو من أعضاء الفيدرالي الأمريكي تم الإشارة فيها إلى أن التضخم لم يصل إلى نسبة 2.0% المرغوبة في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بصورة مستقرة.

مصطلح "بصورة مستقلة" التي تم استخدامها في تصريح عضو الفيدرالي أشارت لعديد من المتداولين بأن الفيدرالي لا ينظر إلى قيمة التضخم لمرة واحدة لإقرار سياساته المالية والنقدية، بل ينظر للتضخم كمتوسط لفترة، مما يعني بأن الفيدرالي لن يكون مجبراً على رفع الفائدة بشكل أسرع مما كان متوقع.

قالت عضوة الفيدرالي الأمريكي "ميستر" بأنها تعتقد بأن رفع الفائدة سوف يكون تدريجي، ولا تتوقع ارتفاع التضخم بشكل حاد، مؤكدة بأنها تتوقع ارتفاع الفائدة إلى 3%، لكن على المدى الطويل.

قام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة مرّة واحدة هذه السنة شهر مارس الماضي إلى نطاق 1.50% و1.75، ويتوقع الفيدرالي أن يتم رفع الفائدة مرتين آخرتين لاحقاً هذا العام. لكن، ارتأى المتابعون للاقتصاد الأمريكي بأن الفيدرالي سوف يكون مجبراً على رفع الفائدة بشكل أسرع لأن ملامح ارتفاع التضخم بدت واضحة، لكن ها نحن نرى مثل التصريح الذي صدر باكراً اليوم، يؤكد بأن التضخم لم يصل مستويات تهدد الاقتصاد وتتطلّب اتخاذ إجراءات طارئة لخفضه.

مع عدم وجود بيانات اقتصادية ذات تأثير عميق على الأسواق المالية اليوم، سوف تبقى الأنظار متجّهة إلى ملامح الاتفاق الصيني الأمريكي وانخفاض التوتّر السياسي بينهما مقلّصاً احتمالات نشوء حرب تجارية بينهما. صرّح الرئيس الأمريكي عبر تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر قائلاً بأنه يرغب في إنقاذ شركة ZTE الصينية، والتي تعتبر واحدة من أكبر الشركات الصينية، مؤكداً بأنه مهتم بإعادة الشركة لنشاطها المعتاد قريباً لأن الكثير من الوظائف مهددة في حال انهارت الشركة، ومثل هذه الخطوة كانت مخففة لخبر حظر وزارة التجارة الأمريكية على الشركات الأمريكية بيع أي مكوّنات للشركات الصينية لمدّة سبع سنوات، مما سبب تعليق شركة ZTE لأنشطتها التشغيلية.

بانخفاض التوتّر ولو قليلاً في الأسواق المالية، سياسياً كان السبب أم اقتصاديا، نرى إقبالاً لشراء الأصول الاستثمارية والمضاربية مما يخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية، يرافقه تحسّن في أسواق الأسهم وعقود الأسهم الآجلة ومؤشراتها. هذا الحال قد يستمر لبقية هذا اليوم، على الأقل لحين صدور بيانات اقتصادية مهمة يوم غد، منها بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط