توتّر كبير وحركات كبيرة في الأسواق بسبب مخاوف تفكك منطقة اليورو

29 مايو 2018 03:50 م

انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية والآسيوية اليوم، مع مخاوف كبيرة نشأت في الأسواق المالية، كان بعضها سياسي والآخر اقتصادي. تزايدت المخاوف في الأسواق إثر التوتّر السياسي في إسبانيا وأنباء عن احتمال تصويت إسباني تجاه الثقة في قيادة رئيس الوزراء الإسباني. كذلك، دفعت المخاوف السياسية الإيطالية المتداولين لجني أرباح كبير في أوروبا، مع عدم وجود دلائل لحصول انتخاب حكومة جديدة، لتستمر البلاد بدون حكومة منذ أوائل شهر مارس الماضي 2018.

وسببت المعضلات السياسية في إيطاليا وإسبانيا اتجاهاً لبيع الأصول الأوروبية، فيعتبران الاقتصادين الثالث والرابع من ناحية الحجم في أوروبا، والمشاكل السياسية فيهما أعطت المتداولين والمستثمرين في العام سبباً للقلق من تفكك منطقة اليورو.

وانخفض سعر صرف اليورو بقوّة، ليلامس أدنى مستويات له منذ شهر 7 الماضي عام 2017، وما تزال الضغوط السلبية عليه واضحة. كما انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية بشكل ملموس. واتجه المتداولون نحو طلب الدولار الأمريكي والين الياباني كملاذ آمن من حالة القلق في الأسواق، مما أكسبهما قوّة ملموسة مقابل سلّة العملات الأجنبية الأخرى.

ولم يقتصر القلق على أوروبا، بل بدأ سابقاً اليوم في اليابان، مع انخفاض كبير في مؤشرات شركات قطاعي الصلب والشحن، وهذان القطاعات يعتبران من المؤشرات المبكّرة للدورة الاقتصادية، وانخفاضهما يعطي احتمالاً بأن اليابان تتجه لحالة تباطؤ اقتصادي جديدة، رغم استمرار بنك اليابان بدعم الاقتصاد. فانخفض مؤشر نيكاي الياباني اليوم بنسبة 0.55%، وانخفضت أغلب مؤشرات آسيا الرئيسية، وتبعتها أيضاً كل مؤشرات الأسهم الأوروبية، إلا أن انخفاض الأوروبية كان حاداً نسبياً، فنشهد انخفاض يفوق 2.1% في كاك الفرنسي، و1.4% في فوتسي البريطاني، وانخفض أيضاً مؤشر داكس الألماني 1.8%.

إثر التوتّر والقلق الكبير في الأسواق المالية، اتجه المتداولون نحو شراء سندات الخزانة الأمريكية، وبسبب ذلك انخفض العائد السوقي على سندات الخزانة الأمريكية مع تزايد الطلب عليها، واكتسب الدولار الأمريكي قوّة مع عودة العلاقة العكسية بين العائد على السندات والطلب على الدولار. وارتفع الدولار أمام سلّة العملات الأجنبية، لكنه انخفض أمام الين الياباني، فاستقبل الين الياباني طلباً كبيراً لتغطية مركز مالية وعمليات جني أرباح، مما دفعه للارتفاع كونه عملة تسييل محافظ ويعبّر ارتفاعه في الوقت الراهن على قلق في الأسواق وعدم رغبة في الأصول المرتفعة العائد.

العزوف عن المخاطرة في الأسواق سببت أيضاً اتجاهاً لشراء الذهب، خصوصاً مع انخفاض عوائد السندات، ورغم الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار، إلا أن الذهب استطاع الارتفاع، ليحقق الذهب مكاسباً ويلامس الأعلى له فوق الـ 1300.00 دولار للأونصة الواحدة.

بالنسبة لأسعار النفط، فاحتمالات رفع الإنتاج من دول منظّمة أوبيك وخارجها إلى جانب الارتفاع الملموس في سعر صرف الدولار، أسباب أبقت على الضغط السلبي على أسعار النفط، والتي قد تستمر في انخفاضها في حل استقرت التوقعات برفع الإنتاج إلى جانب تحقق العلامات المبكّرة للدورة الاقتصادية التي ظهرت في اليابان، والتي تشير لاحتمال تباطؤ اقتصادي قادم قريباً.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط