رغم محاولات الارتفاع التي قام بها الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية، إلا أن الدولار بقي منخفضاً مقارنة بأعلى مستويات له تحققت الأسبوع الماضي. وصل مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة العملات الرئيسية الست إلى الأعلى حول 95 نقطة الأسبوع الماضي، لكنه يتداول حالياً بانخفاض عند مستويات حول 93.90 نقطة، مع عمليات بيع يشهدها الدولار، في سبيل الاتجاه نحو الأصول ذات العائد المرتفع، ليتجاهل المتداولون تزايد احتمالات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي هذا الشهر.
وتنامت شهية المخاطرة في الأسواق المالية، واتجه المتداولون نحو أسواق الأسهم والسلع، ومنها حقق مؤشر نيكاي الياباني مكاسب بلغت 0.28%، وارتفعت العديد من مؤشرات آسيا، تبعها اليوم أغلب المؤشرات الأوروبية التي ارتفعت أغلبها رغم انخفاض مؤشر فوتسي 100 البريطاني.
وتجاهل المتداولون بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي والتي أشارت لانخفاض البطالة إلى 3.8% وتسارع وتيرة نمو الأجور والوظائف الجديدة، وكانت تلك البيانات سبباً للاتجاه نحو الاستثمار في أسواق العائد المرتفع، ليتخلّى المتداولون عن الدولار.
وبسبب اتجاه المتداولين لأسواق العائد المرتفع، بقيت أسعار الذهب قريبة من أدنى مستويات لها منذ عشرة أيام، متداولة ما دون سعر 1300.00 دولار للأونصة للجلسة الثالثة على التوالي. لكن في المقابل، حقق سعر النحاس ارتفاعاً للجلسة الثالثة على التوالي، بسبب انخفاض القلق في أن يكون الاقتصاد الدولي متجّه لحالة من التباطؤ التي قد تضعف طلب المعادن.
وأشارت بيانات بريطانيا الصادرة اليوم وأمس لتسارع في نمو قطاع الخدمات وقطاع الإنشاءات بحسب مؤشرات مدراء المشتريات، وهذا كان محفّزاً لصعود الجنيه الإسترليني أمام الدولار. كما كان لانخفاض القلق السياسي في أوروبا دوراً هاماً لرفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار. لكن في اليابان، انخفض سعر صرف الين الياباني أمام الدولار، لأن الين الياباني يشابه الدولار من ناحية التخلّي عنه لاتخاذ مراكز مالية في أصول ذات عائد مرتفع.
لاحقاً هذا اليوم، سننتظر بيانات مؤشر مدراء المشتريات للقطاعات الغير زراعية الأمريكية بحسب مؤشر ISM، والتوقعات تشير لاحتمال تسارع في النمو. ظهور هذه البيانات بصيغة إيجابية قد تكون عاملاً مسانداً لاستمرار ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية، التي ارتفعت بالأصل منذ يوم أمس، ونلاحظ وصول مؤشر نازداك 100 الأمريكي نحو مستويات قريبة من القمّة التاريخية عند 7185.00 نقطة.
لكن من الناحية الأخرى، شهد القطاع المالي في أوروبا ضغطاً مع عدم وصول المحادثات الأمريكية الصينية لحلول تجاه التجارة الدولية بين البلدين، كما أن القلق امتد لأوروبا من نشوء حرب تجارية. إلا أن ذلك بقي تأثيره محدوداً مع زيادة التفاؤل بعد ظهور علامات تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي ما يزال في مرحلة الانتعاش والنمو بحسب بيانات الأسبوع الماضي.
وحاول سعر النفط الارتفاع اليوم، ليقلّص جزء من خسائر أمس، فالتوقعات في أن لا يدخل الاقتصاد الأمريكي قريباً في مرحلة التباطؤ أمر داعم لأسعار النفط. إلا أن الارتفاع بقي قليلاً مقارنة في موجات الانخفاض التي حصلت خلال الجلسات الثلاث الماضية، فالأسواق المالية الآن تنتظر أي مستجدات تجاه الإنتاج من دول داخل وخارج منظّمة أوبك. كذلك، زيادة الإنتاج الأمريكي من النفط الخام تبقي على الضغط على أسعار النفط، ليبقى ضمن اتجاه هابط حتى ولو كان مؤقتاً.
