الأسواق ترى انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الإيراني فرصة للمتاجرة!

9 مايو 2018 03:41 م

قرر الرئيس الأمريكي يوم أمس أن تنسحب الولايات المتحدّة من الاتفاق النووي الإيراني، قال وزير الخزانة الأمريكي "ستيف مينوتشن" بأن العقوبات الإيرانية سوف تبدأ على الفور، وستظل العقوبات لحين الوصول لاتفاق بإنهاء البرنامج النووي، وأن العقوبات ستشمل كل الصناعات الرئيسية. لكن، يرى بعض المتداولون بأن هذا القرار شكّل فرصة جديدة للاستثمار والتداول في أدوات الطاقة، وأسهم شركات الطاقة والدولار الأمريكي.

يبدو الوضع السياسي الدولي متوتّراً بعد قرار الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، حيث أكّدت وزارة الخارجية اليابانية بأنها سوف تراقب "تداعيات" القرار وأن اليابان سوف تتشاور مع الدول الأخرى حول القرار.

بالنسبة لألمانيا، فقد صرّح وزير الخارجية الألماني بأنه سوف يحاول الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الاتفاق يضمن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت تركيا بأنها ماضية في الاتفاق وأظهر مسؤول في الاتحاد الأوروبي بأنهم قلقين من القرارات الأمريكية، مؤكداً ضرورة الالتزام بالاتفاق. من جانب فرنسا، قال الرئيس الفرنسي بأن بلاده وألمانيا والمملكة المتحدّة "آسفين على قرار ترامب".

من جانبها، قالت السعودية بأنها سوف تعمل على تخفيف أي صدمة قد تحدث في أسواق النفط بعد القرار الأمريكي، وستقوم بتنسيق الجهود مع منتجي النفط في العالم لتلافي الصدمات المحتملة.

قال الرئيس الأمريكي "ترامب" بأن الولايات المتحدّة ستفرض عقوبات على أي دولة ستتعاون مع إيران، لكن يتساءل المتداولون في الأسواق المالية عن حقيقة هذا الأمر، خصوصاً مع التصريحات اليابانية والألمانية والفرنسية والتركية.

مع هذا التضارب السياسي، شهدت مؤشرات الأسهم الآسيوية تبايناً انخفض خلالها مؤشر نيكاي 225 الياباني، لكن تتداول مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية بارتفاع. يرى المتداولون بأن القرار الأمريكي يعتبر فرصة في أسواق الطاقة وشركات الطاقة، فنجد طلباً ملموساً على أسهم شركات الطاقة. في أوروبا، ارتفع مؤشر قطاع أسهم النفط والغاز مكاسب كبيرة وصلت إلى 1.5% نحو إلى مستويات له منذ ثلاث نوات.

من ناحية أخرى، انخفض الطلب على السندات الأمريكية، لنرى ارتفاعاً في عائد السندات لمستويات فوق 3% من جديد مع انخفاض أسعار السندات، ورافق ارتفاع العائد على السندات الأمريكية من جديد تزايد الطلب على الدولار ليرتفع مقابل سلّة العملات الرئيسية، دافعاً في سعر صرف اليورو للانخفاض أمامه لأدنى مستوى له منذ ديسمبر عام 2017 الماضي.

ارتفاع العائد على السندات الأمريكية وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، دفعت في الذهب للانخفاض اليوم، وانخفضت أغلب المعادن الثمينة بشكل متفاوت منها الفضّة والبلاديوم.

نعود إلى أسواق الطاقة الأكثر تذبذباً قبل وبعد القرار الأمريكي، فارتفعت أسعار خام برنت بأكثر من 2.6% لتتداول فوق سعر 76.80 دولار، كما استقر سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف فوق مستويات الـ 70 دولار بعد القرار.

تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط تذبذبت بشكل كبير خلال تداولات يوم أمس، وانخفضت بقوّة قبل أن تعود للارتفاع بشكل سريع للمستويات الحالية.

تصريحات السعودية كانت سبباً في كبح قوّة الارتفاع في أسعار النفط، والتفت المتداولون أيضاً إلى الإنتاج والصادرات الأمريكية للنفط. لكن في نفس الوقت، فتح القرار الأمريكي المجال لعديد من المتداولين للتفكير في المتاجرة في شركات الطاقة وانتقل التأثير لعديد من الأسهم الأخرى، واستفاد الدولار الأمريكي من ذلك.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط