ارتفعت شهية المخاطرة في الأسواق المالية أكثر خلال تداولات اليوم الأربعاء، وشهدت مؤشرات آسيا أداءاً إيجابي، وصعدت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية وتتداول عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية الآجلة بارتفاع. استمر الارتفاع في أسواق الأسهم وانخفض الطلب على السندات الأمريكية، وارتفع عائد السندات الأمريكية أمد استحقاق عشر سنوات اليوم إلى 2.95%، مقارنة بمستويات تحت 2.8% خلال الأسبوع الماضي.
جاء تزايد شهية المخاطرة في الأسواق المالية بعد أن أصدر البنك الدولي توقعاته الجديدة بالنسبة للاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يحقق نمواً يبلغ 2.7% خلال هذه السنة، مقارنة في توقعاته السابقة عند 2.5%، ورفع أيضاً توقعاته للنمو العام القادم وعام 2020 إلى 2.5% و2% على التوالي.
كما رفع البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني إلى 6.5%، لكنه خفّض توقعات نمو الاقتصاد الروسي والياباني.
بالنسبة للاقتصاد الدولي، يتوقّع البنك الدولي أن يحقق الاقتصاد العالمي نمواً مقداره 3.1% خلال هذه السنة، وتنخفض مخاطر الاقتصاد العالمي. لكن، أشار البنك الدولي في تقريره إلى أن السياسات التجارية التي تتبعها الولايات المتحدّة قد تهدد الاقتصاد العالمي.
ومع هذه التوقعات، زادت إثباتات البيانات الاقتصادية الأمريكية التي صدرت مؤخرّاً، وأشارت لتسارع في نمو الاقتصاد، مما دفع المتداولين للتخلي عن الأصول المنخفضة العائد، والاتجاه نحو الأصول المرتفعة العائد، مما أضر بالدولار الأمريكي والين الياباني، بسبب بيعهما لاتخاذ مراكز مالية في أسواق السلع والأسهم.
ونزل سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم أمام أغلب العملات الرئيسية، وانخفض سعر صرف الين الياباني أمام كل العملات الرئيسية، مع عمليات بيع واسعة للاتجاه نحو الأصول ذات العائد المرتفع. وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار أمام سلّة العملات الرئيسية الست لمستوى 93.60 تقريباً، وما زال الضغط السلبي مستمرّاً على المؤشر.
ورغم انخفاض سعر صرف الدولار، لم يستطع الذهب الارتفاع والاحتفاظ في مكاسبه، فقد نزل الطلب على الذهب مع تزايد شهية المخاطرة، وانخفاض الطلب على الذهب أبقى على سعره ضمن النطاق المعتاد.
التحسّن في توقعات نمو الاقتصاد الدولي ساهم في دفع سعر النفط للارتفاع في وقت سابق، وتوقّفت أيضاً الموجة الهابطة لأسعار النفط أمس واستمرت اليوم بدعم بيانات من معهد البترول الأمريكي، الذي أشار إلى أن مخزونات النفط الخام انخفضت بنحو 2 مليون برميل الأسبوع الماضي.
لكن، عاد سعر النفط للانخفاض مجدداً اليوم، بسبب انتشار أخبار عن طلب الولايات المتحدّة من مجموعة أوبك زيادة الإنتاج اليومي بنحو 1 مليون برميل. لكن، سنكون اليوم مع بيانات مخزون النفط الأمريكي الصادر من معلومات الطاقة الأمريكية، وتشير التوقعات إلى انخفاض مقداره 2 مليون برميل في المخزون، وهذه البيانات قد يكون لها تأثير مباشر على أسعار النفط، إلا أن الأسعار ميّالة للانخفاض أكثر بعد أنباء طلب أميركا من مجموعة أوبك زيادة الإنتاج.
