لامست عوائد السندات الأمريكية أمد استحقاق عشر سنوات يوم أمس حاجز الـ 3% من جديد، مع تزايد التوّتر السياسي في العالم، قبل أن تعود للانخفاض قليلاً هذا اليوم، لكن لتبقى قرب ذلك المستوى. ورغم ارتفاع مؤشرات الأسهم الآسيوية الرئيسية اليوم، إلا أن مؤشرات الأسهم الأوروبية تشهد تبايناً في الأداء، لكن مؤشر يورو ستوكس إكس 600 يشهد انخفاضاً اليوم، لتظهر حالة القلق التي تدور في الأسواق المالية، التي تسبب تداولات متذبذبة انعكاساً لحالة عدم الرغبة في الاستثمار لفترات زمنية طويلة.
لكن، تلقّت مؤشرات القطاع المصرفي في أوروبا دعماً من المكاسب التي حققها سهم رويال بانك أو سكوتلاند، بعد صفقة كبيرة لتسوية التحقيقات في الولايات المتّحدة.
أعلنت الولايات المتحدّة هذا الأسبوع انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، داعياً الدول الأخرى لاتخاذ نفس الموقف لفرض العقوبات. وارتفعت أسعار النفط استجابة لذلك، ليصل سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف لمستويات فوق 71.80 دولار، قبل أن ينخفض قليلاً عند كتابة هذا التقرير، لكن ليبقى مرتفعاً بنسبة تفوق 0.50%.
وشهد سعر صرف الدولار الأمريكي انخفاضاً أمام سلّة العملات، لتتوقّف سلسلة الارتفاع ولو بشكل مؤقت، ليقوم بتصحيح هابط طفيف مع انتظار بيانات اقتصادية مرتبطة بالتضخم هذا اليوم، وهي بيانات مؤشر سعر المستهلك الأمريكي، والذي تشير توقعاته لاحتمال ارتفاع المؤشر إلى 0.3%، ليشير إلى عودة نمو الأسعار بنفس المتوسط المعتاد.
يراقب المتداولون توقعات الفائدة الأمريكية، ويعتقد الأغلبية بأن الفيدرالي الأمريكي سيقوم برفع الفائدة ثلاث مرات أخرى لاحقاً هذه السنة على الأقل، بسبب ارتفاع مستوى التضخم. من هنا، قد تكون بيانات مؤشر سعر المستهلك اليوم ذات أهمية واضحة للأسواق المالية، مما سيسبب تذبذباً باتجاه تلك البيانات بالنسبة للدولار الأمريكي، في علاقة طردية بين نتيجة تلك البيانات وسعر صرف الدولار.
سيعلن البنك البريطاني أيضاً اليوم عن قرار الفائدة وقرار برنامج شراء الأصول، وتشير التوقعات إلى الحفاظ على كليهما كما هو عليه، لكن سوف يراقب المتداولون التصريحات المرافقة للقرار، وكذلك بيان السياسة النقدية والمالية، وأي إشارة لاحتمال رفع الفائدة قريباً، قد يكون سبباً لدفع الجنيه الإسترليني للارتفاع مقابل سلّة العملات.
المزيج بين انتظار بيانات اقتصادية أمريكية وبريطانية هامة اليوم، وبين الأحداث والمستجدات السياسية وتأثيرها على أسواق الطاقة، قد تخلق حالة من التوتّر في أسواق الأسهم الأمريكية. لكن بشكل عام، يبدو بأن المتداولين في اتجاه شرائي حالياً على مؤشرات الأسهم، لكن مع الحذر الكبير الذي يحد من الموجات الصاعدة.
