استمر سعر صرف الدولار الأمريكي في الانخفاض مقابل سلّة العملات الأجنبية، مع اتجاه المتداولين نحو أسواق الأسهم وأسواق العائد المرتفع، مما خفّض الطلب على الدولار الأمريكي في ظل طلب الأصول الأكثر مخاطرة. وظهر تأثير ارتفاع الشهية للمخاطرة على أسواق السندات، التي ارتفعت عوائدها بشكل ملموس، وارتفع عائد السندات الأمريكية أمد استحقاق عشر سنوات إلى مستويات قريبة من 3%، بعد انخفاضها الأسبوع الماضي لمستويات حول 2.75%.
وارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي، مع توقعات أشارت إلى أن البنك المركزي الأوروبي سوف يتجّه لتحديد موعد انتهاء لبرنامج التيسير الكمي، مع ارتفاع مستوى التضخم في أوروبا إلى 1.9% بشكل مفاجئ وسريع الشهر الماضي. وينتظر المتداولون الأسبوع القادم اجتماعاً في البنك المركزي الأوروبي، ويعتقدون بأن محافظ البنك المركزي الأوروبي أو نائبه سوف يشيران إلى موعد نهاية برنامج التيسير الكمي.
وارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني اليوم مع ظهور بيانات أشارت لتسارع كبير في مؤشر هاليفاكس لأسعار المنازل، والذي أظهر نمواً بلغ 1.5% ليفوق التوقعات.
بالنسبة للين الياباني، فلم يستفد حتى الآن من ضعف الدولار الأمريكي، في ظل بيع الين الياباني أيضاً لدخول استثمارات ذات عائد مرتفع، فالين الياباني يعتبر عملة مرتبطة عكسياً في حالة التفاؤل في الأسواق المالية. وارتفعت مؤشرات الأسهم اليابانية اليوم وحققت أسعار المواد الأولية ارتفاعاً ساهم في زيادة الثقة في الأسواق اليابانية، مما سبب مزيداً من البيوع على الين الياباني ليدخل مستويات فوق 110 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وارتفعت اليوم أسواق الأسهم الأوروبية، وحققت المؤشرات الرئيسية فيها مكاسباً، وتتداول عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية في مكاسب كبيرة، لتلامس عقود مؤشر داوجونز الأمريكي مستويات فوق 25250.00 نقطة هذا اليوم، فيما يستمر مؤشر نازداك 100 الأمريكي تحقيق المستويات القياسية، ليلامس حتى لحظة إعداد هذا التقرير مستوى 7230.50 نقطة.
وكان البنك الدولي أمس قد أصدر توقعات جديدة للاقتصاد الأمريكي، مشيراً إلى أن الاقتصاد قد يحقق نمواً يبلغ 2.7% خلال هذه السنة، ليزيد توقعاته السابقة عند 2.5%، مؤكداً بذلك فيض البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت من أميركا، ويزيد شهية المخاطرة. كذلك، أصدر مصرف جولدمان ساكس توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي، مشيراً لتوقع نمو يبلغ 3.8% خلال الفترة من أبريل الماضي إلى يونيو، ورفع بنك باركليز توقاته لنمو الاقتصاد الأمريكي إلى 3.5%.
وقالت وزارة التجارة الصينية اليوم بأنها لا تريد تصعيد النزاع التجاري مع الولايات المتحدّة الأمريكية، مع الإشارة لإحراز تقدّم كبير في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدّة، وقالت بأن الصين ستزيد الواردات من الولايات المتحدّة. ويقلق المتداولون من الحرب التجارية المزمعة في العالم، وتحديداً بين الصين والولايات المتحدّة، لكن مثل هذه التصريحات تقلل القلق تجاه حصول مشاكل تجارية اقتصادية عالمية، لتكون سبباً آخر لدفع المتداولين لقبول المزيد من المخاطرة، والاتجاه نحو أسواق العائد المرتفع.
وفقد النفط عزمه الصاعد رغم توقعات تزايد الطلب العالمي مع تسارع نمو الاقتصاد، كما قالت أوروبا بأنها ستخفف من شراء النفط الإيراني بسبب مخاوف الدخول في نزاعات سياسية أمريكية بسبب ذلك. انخفض سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف يوم أمس، واستمرت الضغوط السلبية هذا اليوم، والسبب في ذلك هو مراقبة المتداولين لإنتاج النفط الأمريكي المتزايد، الذي خفف من قلق مشكلات إمدادات فنزويلا من النفط.
ينتظر المتداولون يوم غد الجمعة اجتماع وزراء مالية الدول السبع العظمى، وسينتظر المتداولون والمتابعون للاقتصاد الدولي التعليقات الخاصة بأسعار النفط والتجارة الدولية، إلى جانب المستجدات الاقتصادية والتحديات فيه خلال الفترة المقبلة، وهذا الاجتماع قد يكون له تأثير مباشر على شهية المخاطرة في الأسواق المالية.
